بقلم : علي أبو الريش
مهرجان أم الإمارات، صورة مثلى لرؤية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، في ترسيخ الشيم وتجسيد القيم العائلية التي يتمتع بها مجتمع الإمارات.
ويقدم المهرجان مائدة واسعة الأفق ثرية بالمعاني غنية بالدلالة، إذ يطرح أسئلة السعادة، والرخاء النفسي للأفراد، كونهم أعضاء في الأسرة الصغيرة، كما أنهم عناصر مهمة في العائلة الكبرى. ويمثل المهرجان مجتمعاً إماراتياً متكاملاً، حيث هيأ للجماهير الحاضرة أسباب الوعي بأهمية أن تكون سعيداً لتصبح إيجابياً. وبالتالي تكون عنصراً فاعلاً، متفائلاً يخوض غمار الحياة، بنفس مطمئنة آمنة مستقرة. وينسجم المهرجان مع السياق العام لسياسة الحكومة، كما أنه مرتبط ارتباطاً وثيقاً برؤية القيادة، في توفير أدوات النجاح في الحياة، وتهيئة أجواء الشفافية في الوسط العائلي.
إيماناً من القيادة أنه لا صلاح للفرد دون صلاح العائلة، ولا قيمة للعائلة إذا ما تخلت عن الثوابت الاجتماعية، والقيم التي تربى عليها ابن الإمارات على مدى التاريخ.
في هذا المهرجان نأخذ العبرة والدرس والموعظة والنموذج في تعليم الأجيال، كيف يصونون أنفسهم من أدراج الرياح ليحفظوا الود مع وطنهم وأهلهم. في هذا المهرجان هناك قائمة من الأفكار طرحت لتغذي وديان الروح وتنمي العقول وتبعث برسائل إلى من يهمه الأمر، بأن الإنسان الخارج عن نطاق الأسرة الواحدة كالطير الغارب من السرب، فإنه يضيع ويتوه في مسالك ومهالك وظلام حالك. الإنسان الذي لا ينتمي إلى جذوره، فإنه مثل الشجرة إذا اقتلعت من مكانها، فإنها تذبل وتتهاوى أغصانها وتموت.
وهذا المهرجان يقدم للناس، حقيبة ملأى بالقيم التي تضع الإنسان أمام المسؤولية والتزاماته الوطنية والأخلاقية والإنسانية. وهذا هو الدور النبيل، الذي تبوأته سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، وأخذت على عاتقها مسؤولية رعاية الأجيال، وحمايتهم من الزلل، والخلل، وذلك عبر ما يقوم به الاتحاد النسائي من أدوار مشرفة، وأهم هذه الأدوار إعطاء المرأة حقها في القيام بدورها، كضلع أساسي في استقامة الأسرة وارتباط أفرادها بعاطفة الحب، والتقدير والاحترام. فعندما تكون الأم أو الزوجة في أوج صحوتها الإنسانية تكون قد فرشت شرشفاً من الدفء لباقي أفراد الأسرة، وتكون قد هيأت أسباب السعادة لعائلتها.
فابتسامة المرأة سحابة تروي القلوب وتملأ الأرض بالعشب والخصب والرطب، وقوة شخصيتها جدار رفيع المستوى يحمي الأسرة من الضياع، ويرسم السعادة في القلوب، مثل ضوء النجمة في الدروب. وهذا ما تسعى إليه دائماً سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، وهو النهج الأسمى والأعلى للراحل المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وما تباركه قيادتنا الرشيدة نهج يعبر عن نقاء المهج، وعن الرؤى السديدة التي تسير على منوالها سياسة الدولة
المصدر : الاتحاد