العودة إلى الطبيعة «1  2»
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الخميس 6 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

العودة إلى الطبيعة «1 - 2»

العودة إلى الطبيعة «1 - 2»

 صوت الإمارات -

العودة إلى الطبيعة «1  2»

علي ابو الريش
بقلم : علي ابو الريش

نحشر أنفسنا نخسر، وندبر، ونستعر، وتحمر وجناتنا ونفتقر إلى أبسط الأسس الآدمية، عندما نعتنق فكرة أن الطبيعة منزل شر وغضب، يعيشه الإنسان مجبراً، ونأخذ بنظرية فرنسيس بيكون الفيلسوف صاحب النظرية الاستقرائية، ونذهب معه إلى أقصى حالات العدائية ضد طبيعتنا.
عندما تخرج من منزلك، وتشاهد الطير وهو يعانق الشجرة بهدوء وأناة، ومن دون وسائل اصطناعية، نشعر أن هناك خيطاً رفيعاً أرق من هدب العيون يربط بيننا وهذا الكائن الأنيق، نشعر أن ما تسرب إلى مخيلتنا أننا نستطيع أن نرتقي، من دون اعتناق فكرة الحب، بأننا عشنا في خدعة بصرية، أطاحت كل مقوماتنا البشرية، وتحولنا بفعل التراكم التاريخي إلى آلة تحك أضراسها جسد حقيقتنا، وتسحننا إلى أن نصبح مسماراً صدئاً في قلب الآلة الاجتماعية، فنضيع، وتضيع فينا السبل، وننتهي إلى مسخ يجر خلفه أمساخاً، وهكذا دواليك، تتراكم نفاياتنا فينا، ونحن في كومة النفايات الحلقة الضائعة في نظرية التلاشي.
فيا ترى كم من أمثال روبرت اوين الإصلاحي الإنجليزي الذي ظهر في القرن التاسع عشر، والذي نادى بأهمية أن نكون في الوطن الواحد حبات مسبحة، ترص بعضها بعضاً، حلقة التواصل الاجتماعي، وتنمي روح التعاضد، بدلاً من نفرة التضاد.
نحن نشتكي من عقوق الأبناء للآباء، ولا ندري أن العقوق جاء من نهر التلوث الذي شاب العلاقة البدائية في أسرة مزق قميص دفئها شحوب الوجوه، ونضوب الحنان، في صدور من يتمنون الحنان بعد حين من العجز، وتصدع العظام، وتردي الطاقة وانحلال الجسد، ووهن القدرة.
نحن محتاجون إلى أكثر من روبرت اوين، وأكثر من روسو كي يوقظان فينا روح التآزر، والتضافر، من أجل صناعة بيئة أسرية، يحن فيها الكبير على الصغير، لتنمو بذرة الحنان في روح الصغير، ويصبح يافعاً ممتلئاً بالحنان.
يجب ألا نطلب من شاب أن يكون ملطفاً بالهواء النقي، وهو لم يعرفه في الصغر، ففاقد الشيء لا يعطيه.
لقد خسرنا الكثير ونحن نخرج من بيتنا، تاركين الصغار يلهجون بلغة شفها فقدان الحنان، ورضها وخضها، ومضها، سلوك عشوائي في التعاطي مع فلذات ارتموا في أحضان ليست أحضانهم، وتلقنوا ثقافة غير ثقافتهم، ورضعوا حليباً من أَثْداء صناعية، وقلنا لهم هذا يكفي، هذا أكثر دسماً.
نحن نخطئ، ونستمر في الخطأ، ولا نصحو إلا عندما يكون الخطأ بحجم التاريخ الذي نسيناه، وتجاهلنا ثوابته. الوطن لا يزهو وجهه إلا في بيوت أضيئت بمصابيح حنان الأبوين، وسبر أبناء أصحاء نفسياً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العودة إلى الطبيعة «1  2» العودة إلى الطبيعة «1  2»



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 12:53 2016 الثلاثاء ,19 تموز / يوليو

الكشف عن هوية رسام لوحة غامضة بـ 300 ألف إسترليني

GMT 20:59 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

بايرن ميونخ يسعى لتخطي فرايبورج في الدوري الألماني

GMT 08:22 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل كوكيز مقرمش بالسمسم

GMT 00:52 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فورد تطلق سيارتها Ranger الجديدة بثلاثة موديلات مختلفة

GMT 22:18 2013 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

طلاب مدارس بريطانيا الابتدائية ينامون في الفصول
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates