الذائقة
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الجمعة 7 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

الذائقة

الذائقة

 صوت الإمارات -

الذائقة

علي ابو الريش
بقلم : علي ابو الريش

الذائقة البشرية، هي وليدة ثقافة، ولكل مرحلة من الزمان الإنساني ثقافته، كما أن له ذائقته، في المأكل، والمشرب، والملبس، وفي السمع والبصر.
اليوم لو قدمت ربة المنزل لأطفالها طبقاً محشواً بالأرز والسمك، سوف تلقى نفوراً من هذه المائدة الغريبة على الذائقة، وسوف تواجه بانتقاد، وعزوف للرائحة التي تزكم أنوف الأطفال الذين جاؤوا من منطقة ما من الزمن ملأت أنوفهم برائحة الأكلات السريعة.
اليوم لو أخذت جولة في أحد المحال الكبرى، سوف ترى أصنافاً من البشر الصغار، يرتدون ملابس لو عرضت في مرحلة سابقة من الزمن، سوف تلقى انتقاداً لاذعاً، وسخرية، وإدانة، بينما هي اليوم أصبحت واقعاً لا محالة.
اليوم لو جلست في مكان عام، في مقهى أو «كوفي شوب»، سوف تلاحظ أن جمعاً من البشر غارقين في مخيلة الإنترنت واسعة الوفاض شاسعة الفيض، وربما تدخل في هذه الأمكنة، وتقف لزمن فلن يرفع جبيناً نحوك، حتى ولو كان الجالسون من أقرب الأقرباء، ومن دمك ولحمك.
اليوم لو عاينت وجه ابنك ستجد قصة الشعر على جانبي الرأس، تفجر ثقافة سيريالية بذائقة بلون الرماد على طبق من خزف.
نحن نهتم بالذي عهدناه، وأطفالنا يهتمون بما أدركوا من تغير في الواقع الذهني، نحن نفكر بالماضي، وهم يعيشون الحاضر، هم غارقون في اللحظة الراهنة، ونحن متشبثون في بقعة الزمن التالفة، ولا قاسم مشترك يربط بين الزمنين.
المعضلة تقع عندما نفكر نحن بأن نعيد الأمور إلى نصابها الصحيح كما نتصوره نحن، ونطلب من الصغار أن يكبروا، وان يتسلقوا سلم العمر متأبطين حبال الإرادة الوهمية كما نتخيلها وأن يصعدوا، ولا يتوانوا في الصعود وينبذوا زمنهم، لأنه ليس زمننا، وعليهم أن ينفذوا ما يأمرهم به الكبار.
من هنا تتسع الفجوة، فلا نحن نقبل بزمنهم ولا هم يستطيعون الوقوف عند زمننا، وبالتالي يشعر كل منا بالإحجام عن التواصل، ما ينتج عنه سقوط في بحيرة الجفاف العاطفي، يليه الإجحاف، والقنوط، وتصحر العلاقة بين الطرفين إلى درجة العدائية.
عدم الاعتراف بقدرة التاريخ في تغيير الثقافة وما ينتج عنها من تغير في الذائقة، هو الفأس الذي يحطم جذر الشجرة، وهو الناب الذي يمزق جسد المجتمع، وهو المخلب الذي يعرقل الخطوات إلى الأمام.
نحتاج إلى الوعي بأهمية الدور الذي يلعبه التاريخ في صناعة العقل، وصياغة الثقافة، ومن بعدها تشكيل لوحة الذائقة، مع وضع المعايير التي توفق بين بريق الجديد، وأصالة القديم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الذائقة الذائقة



GMT 23:30 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

كيف فكك المغرب خلية داعش؟

GMT 23:29 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

مطرقة ترمب على خريطة العالم

GMT 23:28 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

والآن أميركا تنقض الحجر العالمي الأول

GMT 23:28 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

مستقبل الحرب في أوكرانيا

GMT 23:27 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

ضحايا لبنان والعدالة الانتقالية

GMT 23:26 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

« 50501 »

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 12:53 2016 الثلاثاء ,19 تموز / يوليو

الكشف عن هوية رسام لوحة غامضة بـ 300 ألف إسترليني

GMT 20:59 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

بايرن ميونخ يسعى لتخطي فرايبورج في الدوري الألماني

GMT 08:22 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل كوكيز مقرمش بالسمسم

GMT 00:52 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فورد تطلق سيارتها Ranger الجديدة بثلاثة موديلات مختلفة

GMT 22:18 2013 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

طلاب مدارس بريطانيا الابتدائية ينامون في الفصول
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates