ما الإرهاب

ما الإرهاب؟

ما الإرهاب؟

 صوت الإمارات -

ما الإرهاب

بقلم : علي أبو الريش

ليس بوسع كائن من كان، أن يوصف الإرهاب بغير ما هو عليه. فهذا الكائن السرطاني المختفي تحت شرشف الدين، لينفذ مآربه العدوانية، ما هو إلا الكراهية بكل نعوتها تمشي على الأرض. ما يجعل هذه الكراهية، تتفشى، وتنتشر، وتبسط نفوذها، في الهواء، والخلاء، هو هذا الكذب، والافتراء الذي تمارسه دول، وجماعات، وتبشر بأجندات، وهمية، ضاربة في عمق الخيال التاريخي، ومستندة على هذاءات لعقتها منذ عصور قديمة، ولم تزل ترفع

رايات الكذب، مما أفسح المجال لقوى التطرف أن تنمو، وتتسع رقعتها، في هذا المستنقع، وتفجر عدوانيتها في وجه العالم، محدثة كل هذه الخسائر الفادحة، في الأرواح، ومؤكدة في كل يوم أنه لا علاج لهذا الداء العضال، إلا بقطع دابر من يقف وراءه، ومن يصب الزيت على ناره، ومن يغذي نوازعه الشريرة، ومن يحتويه، ويشجعه، ويعزز نواياه العدوانية. لا أعتقد أن الشر في العالم سوف، ينتهي، ويتلاشى، ما دامت هناك بقع زيت في العالم، تقف حائلاً دون العيش بسلام، ووئام. هذه الدول وهذه الجماعات، لم تنطلق من قيم ومبادئ حقيقية، بل هي برزت في الجسد الإنساني مثل الورم الخبيث، وراحت تنتقل من مكان إلى آخر، حتى تأكل الجسد وتهلكه، وأنهكته الأدواء، وبدا الآن من الصعب العلاج بالمسكنات، إذا لم يضع المهتمون بالأمر أيديهم على الموطن الأساسي لهذا المرض والتخلص من جذوره وقطع دابره، ليهنأ العالم، ويذهب المؤمنون إلى مساجدهم من دون خشية، ويغادر الأطفال منازلهم، تحرسهم عيون الأمان، ويعيش الناس في مساكنهم، لا يتوجسون من غادر، أو ماكر. اليوم نحن أمام فكرة شيطانية، جهنمية، بغيضة لنا أن نفكر كيف نجابهها، وكيف نتحرر من أغلالها وحتى نصل إلى الحل، لابد من الوعي أن العناصر المتطرفة ما هي إلا أدوات تنفذ ما تؤمر به، أما المرض الأساسي فيقع في قارة عالمية تسمى الدوائر النورانية، أو القوى الخفية في العالم، التي تسير كل هذه العربات الإجرامية، وتصنع الأدوات الفتاكة، لأجل أن يستمر العالم في ضياعه، وشتاته وخراب مستقبله، وهدر ممتلكاته، وتيه أبنائه في منافي المجهول. فقد صمت آذاننا من الصياح، والنواح، وضرب الطبول، وجرح الصدور، وإسالة دموع التماسيح من أجل تحرير الأراضي المحتلة، وإلى اليوم لم تطلق رصاصة واحدة إلى مكمن الاحتلال، بل إن من يتلقى الموت، هم من أشيع عنهم أنهم مظلومون، ويجب الدفاع عنهم وانتزاع حقوقهم من فك المحتل.

هذه الأكاذيب، لم تعد خافية على أحد، لأن (الفيالق المقدسة) ما هي إلا مآزق العقل القبيح الذي خرج من دائرة الوعي، ليقع في غيبوبة الهراء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما الإرهاب ما الإرهاب



GMT 15:12 2020 الجمعة ,21 آب / أغسطس

براكة... بركة الطاقة

GMT 16:04 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رواد بيننا

GMT 13:12 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

بحيرة جنيف تغتسل بالبرودة

GMT 18:55 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الكل مسافر

GMT 20:26 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

ساعات معلقة فوق الغيم

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 06:02 2019 السبت ,16 شباط / فبراير

أميركية ينمو في رأسها قرن عاشت به لمدة عام

GMT 12:07 2018 الجمعة ,19 تشرين الأول / أكتوبر

"Pixel 3" قفزة في تطوير صناعة الهواتف

GMT 08:39 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

كتاب جديد عن الرواية المصورة التي ظهرت في السبعينات

GMT 18:00 2013 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

توقيع رواية "باب الليل" للروائي وحيد الطويلة

GMT 18:30 2013 الأحد ,23 حزيران / يونيو

اصدار رواية"امرأة غير قابلة للكسر" لمحمد رفعت

GMT 21:39 2014 السبت ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إتهام جامعة هارفرد العريقة في التمييز العنصري بها

GMT 10:04 2013 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

افتتاح معرض الصُّور النَّادرة "الأقصر في 100 عام"

GMT 17:56 2015 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة مروة جمال تطلق أغنيتها الجديدة "مفيش مستحيل"

GMT 07:53 2013 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

معرض للرسام الاميركي أندي وورهول في بلجيكا عن الموت والحياة

GMT 18:38 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

بلدية دبي تؤكد حرصها على دعم ذوي متلازمة داون

GMT 11:43 2013 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

جحيم السجون السورية في "عربة الذل"

GMT 13:22 2013 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تعلن تطهير الإنترنت من "الشائعات والعربدة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates