الأخوة الإنسانية 1

الأخوة الإنسانية (1)

الأخوة الإنسانية (1)

 صوت الإمارات -

الأخوة الإنسانية 1

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

في الأخوة الإنسانية لحظة فيها تتجلى الروح، وتصبح المرآة صافية كعين الطير، هي لحظة تصير فيها (الأنا) جدولاً يصب في عروق الأشجار من دون تمييز، ويصبح العالم غيمة ممطرة. في الأخوة الإنسانية يطيب للحب بأن يكون سحابة تظلل القلوب ويحق له بأن يخيط قماشة الحرير بإبرة الوعي ليذهب في العالم إلى واحات معشوشبة بالانسجام، ونسيان ما قد يحيق بالمشاعر أو يعكر صفوها، أو يختزل مساحتها الخضراء.
في الأخوة الإنسانية تجتمع الأديان كما تأتلف الأشجار لتشكل حقلاً حافلاً بالغناء، رافلاً بأجنحة الطير الشفافة، لهذا المعنى فهمت الإمارات الهدف من الذهاب إلى العالم بقلوب كأنها الأنهار، ومشاعر كأنها أجنحة الفراشات، ووعي كأنه السماء الصافية، فهذا هو ديدن الإمارات، وهذا هو ناموسها، وهذا هو قاموسها، وهذا هو فانوسها الذي من خلاله تتهجى أبجدية الأحلام الزاهية، وتتلو للعالم كتاب الأخوة الإنسانية، وترفع النشيد عالياً لأجل صدى يصل إلى الأسماع، لأن الكراهية في القرن الواحد والعشرين بلغت منتهاها، الأمر الذي يتطلب الهبة الإنسانية من دون تردد أو تمهل لأن الأجيال القادمة سوف تسأل الجميع، ماذا فعلت الدول وكل سياسييها ومفكريها ومثقفيها، ورجال دينها بخصوص جائحة الحقد، وأصحاب الأجندات السوداء، وكل من يتبنى فكرة «أنا ومن بعدي الطوفان». 
الإمارات وعت لهذا الداء في وقت مبكر جداً، ولهذا فهي تستطيع بحكم التجربة، والخبرة في المواجهة، بأن تقود المرحلة إلى مرافئ آمنة، ونظيفة من شوائب الموج، ونقية من غبار الرياح، وصافية من عبث العابثين، وإسفاف المسفين، وسفاهة المعربدين.
الإمارات لديها من الرصيد الثقافي، والإرث القيمي ما يؤهلها بأن تتصدر المشهد وأن تذهب بعيداً في قيادة المرحلة لإنقاذ العالم من تشققات المشاعر التي أحدثتها النزعات الشوفينية، وتمزقات العنصرية، وتشوهات الأنانية.
الإمارات تنتمي إلى العالم أجمع وهي تعي أنها جزء من هذا الوجود، ولكي ينجو العالم من الزعزعة، على الجميع أن يدرك بأن ما يصيب الجزء لا بد وأن يلحق بالكل. فنحن أمة بشرية واحدة، نحن أوراق في الشجرة الواحدة وعندما تصاب ورقة بالاصفرار، فلا بد وأن يكون هناك خطر ما يهدد باقي أوراق الشجرة.
ما يحدث في العالم اليوم هناك دول، وهناك أفراد يسعون لزلزلة العالم وخلق بلبلة في مشاعره، لأهداف عدوانية لا غير، ولكي تتحطم هذه النتوءات في جذر الشجرة على الجميع أن ينهض، وأن يشمر عن ساعديه، ليحفر أعمق حفرة، وليتم دفن هذه اللحظات الكئيبة من حياة البشر لينتصر العالم على الكراهية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأخوة الإنسانية 1 الأخوة الإنسانية 1



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 10:18 2016 الخميس ,13 تشرين الأول / أكتوبر

كارينا كابور في إطلالة رشيقة مع أختها أثناء حملها

GMT 15:51 2019 الإثنين ,13 أيار / مايو

حاكم الشارقة يستقبل المهنئين بالشهر الفضيل

GMT 15:56 2018 الجمعة ,27 إبريل / نيسان

"الديكورات الكلاسيكية" تميز منزل تايلور سويفت

GMT 12:03 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

قيس الشيخ نجيب ينجو وعائلته من الحرائق في سورية

GMT 11:35 2019 الخميس ,09 أيار / مايو

أمل كلوني تدعم زوجها بفستان بـ8.300 دولار

GMT 08:09 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يُثني على النجم أبو تريكة ويعتبره نجم كل العصور

GMT 19:44 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

"شانيل" تبتكرُ قلادة لؤلؤية بطول 60 قدمًا

GMT 16:32 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

كنيسة قديمة تتحول إلى منزل فاخر في جورجيا

GMT 16:59 2018 الثلاثاء ,10 تموز / يوليو

جاكوبس تروي تفاصيل "The Restory" لإصلاح الأحذية

GMT 17:32 2013 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مقتل صاحب إذاعة موسيقية خاصة بالرصاص في طرابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates