بقلم : علي أبو الريش
منذ بداية شهر مايو من هذا العام، والمدارس تحيي الاحتفالات، والفرحة تعم وجوه المدرسين قبل الطلاب، إيذاناً بانتهاء العام الدراسي، ونحن الآن في نهاية الشهر نفسه، ولا يزال الجدل قائماً.
وبالهمس، ومن دون رنات الحناجر، حول هل انتهى العام الدراسي فعلاً، وعلى البيوت استقبال الأبناء وتحمل تبعات ما يحدث في الحضور والغياب.
. بعض المدرسين يشيرون بالبنان واللسان المعقوف، أنه لا داعي لحضور الطلاب لأنه قد تم رصد الدرجات والمنهج قد أوتي أكله، ولكن مجلس التعليم ملتزم بعام دراسي كما أقره معدو المناهج، ولذلك لن يتزحزح مقدار أنملة عن رأيه، ويصر على مواصلة الدراسة حتى آخر نفس في العام الدراسي، ويقع أولياء الأمور في مأزق ما بين السلب والإيجاب، القبول والرفض، الحضور والغياب. ولا يتذمر وينكص وينغمس في العبوس، سوى الطلبة، هؤلاء الذين يسهرون رمضان، ويقضون الليل أمام الشاشات الفائضة بالمسلسلات، والبرامج الترفيهية.
في مقابل كل هذا، لا بد من الصراحة والحسم والحزم، وإصدار القرارات الملزمة لكل الأطراف، وألا تصبح الأمور مجرد تعويم التمنيات والرغبات إلى حد الفوضى..
ولا يجوز أن يقرر المدرس أو ولي الأمر أو الطالب في هذه الأمور المصيرية التي تهم مستقبل الطالب، وغد الوطن
. لا يجوز أبداً أن تظل الأمور تحت وطأة التخمينات والرمزية والظنون، ولا يجوز أبداً أن تستمر الحالة في كل عام أمام الأسئلة المبهمة حول الحضور والغياب، ولا يجوز أن يخضع تعليم الطالب لمزاج مدرس أو مدرسة، وقعا تحت رغبة الكسل، وعصا الإهمال واللامبالاة، فالتعليم مثل الصحة والغذاء والهواء، لا نستطيع أن نهمل صحتنا، ولا نترك غذاءنا للتلوث، ولا هواءنا للفساد.
نحن بحاجة إلى العلم، وبلدنا وفر كل ما يمكن الحاجة إليه للارتقاء بالتعليم والوصول بالطالب إلى مستويات تليق بدولتنا ونهضتها العامرة بالإنجازات والمشاريع التنموية العملاقة. ولا يجوز أبداً أن نحول رمضان إلى نزهة ليلية تتيح للطالب أن يقضي السواد الأعظم من يومه تحت ملاءة النوم والخمول، والتثاؤب
. رمضان شهر جميل، وكائن نبيل، يأتي إلينا ليصفي المياه في عروقنا وينقي أفكارنا، ويشذب أخلاقنا، ويهذب رغباتنا، ويرتب مشاعرنا، ويعطي فسحة من التأمل كي نعرف أنفسنا التي قد تكون تزحلقت شيئاً ما في بعض الأيام عند مرتفعات النفس الأمّارة..
رمضان يعطينا مجالاً للصفاء والنقاء، والبقاء في حيوية وشفافية، وقدرة على كبح مظاهرنا المخادعة، رمضان فيه دروس وعبر، ونحن مطالبون للاستفادة منها في إجادة أعمالنا، وخير الأعمال العلم وطلب العلم.