بقلم : علي أبو الريش
صناع الأمل، هم الذين يخيطون ثوب الأمل بأهداب الشمس، وينحتون أيقونة الأمنيات، على ظهر موجة، ويكتبون حروف الحياة على صفحات الغيمة المبللة بالحب.
من هذا البلد، من الإمارات، ينطلق تتويج صناع الأمل، المنتمين إلى 22 دولة، سيأتون هنا، ويعكفون على سعادتهم في بلد السعادة، وبين يدي صاحب المكرمات والرؤى السديدة، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لتلتقي الهامات وتتصافح القامات، ويكلل من جللوا حياة الناس بالفرح، هذه هي الإمارات، المنطقة الخضراء على وجه الأرض، قارة الطيور المرفرفة، بأجنحة الأمل، المغردة بالبوح النبيل، الذاهبة بأمنيات الناس، إلى سواحل البهجة والسرور، ونحن في عالم غشيته سحابات سوداء، أخفت وجه الشمس، وأطاحت النسائم العليلة، وهشّمت القلوب فادلهمت الدروب، وغشى العالمين الشحوب، والندوب والوعي المقضوب، كان لابد وأن يظهر من بين العجيج والضجيج صوت يهدل على رؤوس الأغصان، ونور يغير لون العالم، وعقل يفتح نوافذ الأمل، ويد تمتد للمدى، كي تزيح عن الكواهل ما أتعب القلوب وأرق السواحل.
ومن هنا، من هذه الأرض، أرض الخيرين والأفذاذ، انطلق الصوت عالياً، مصدحاً، مصرحاً ألا تشاؤم ولا قنوط ولا جفول، طالما وجد الإنسان، الذي يرتب مشاعر الآخرين بالحب، وبالعطاء وبالاجتهاد دوماً من أجل يهطل المطر، وينزاح الكدر، ويعيش الناس أجمعين في عز ورفاهية، ورخاء وثراء، إيماناً من صاحب المبادرات أن الإنسان وجد على البسيطة كي يعمر ولا يدمر، وكي يبني ولا يفني، وكي ينجز ولا يعجز، وكي يمضي في الحياة من دون توقف، فلا تسكن ولا تخمد إلا النيران المدفونة تحت الرمال.
هذه هي القناعة الراسخة، لدى صاحب الرؤى الواضحة، وهذه هي سجية قيادتنا الرشيدة، وهذه هي أخلاق الذين تعلموا من الآباء المؤسسين أن الحياة جهاد من أجل البقاء، وأن ابتسامة الناس هي الضوء الذي يتسرب دوماً من الأبواب المفتوحة، وهي العشب الأخضر الذاهب إلى العلا، من أجل معانقة نجوم السماء.
صُناع الأمل هم طريق البشرية، إلى حياة أفضل، وإلى مصير محفوظ في لوح، لا تبريح التباريح، ولا تجلي بريقه أمراض من أصيبوا بوباء الأنانية، والتقوقع والانزواء في نواصي الشح والتقتير. صُناع الأمل هم المسافة الممهدة، ما بين أول خطوة، وحتى ما لا نهاية.
وصنُاع الأمل هم الحقيقة التي تحدث عنها من آمنوا بقيمة الإنسان، وقدرته على تحويل النكوص إلى نهوض، وتحويل القنوط إلى وثبات، لا حد لقفزاتها، ولا حدود لخطواتها.
صُناع الأمل يستحقون القبلة، قبلة من الناس، وقبلة من الحياة، صُناع الأمل مجالنا المغناطيسي، الذي يجعلنا نتشبَّث بالحياة من دون كلل.