الانتماء منظومة قيم

الانتماء.. منظومة قيم

الانتماء.. منظومة قيم

 صوت الإمارات -

الانتماء منظومة قيم

بقلم : علي أبو الريش

الانتماء الوطني ليست عبارة تطلقها الألسن ويتداولها الناس برغبة في إثبات الذات، الانتماء الوطني منظومة قيم تبدأ في الحرص على أمن المكان ونظافته، ولا تنتهي عند حدٍ، لأن كلمة الانتماء مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بروح الإنسان ومصيره وتاريخه ومستقبله ومعيشته اليومية، وعلاقته بالأرض التي تسير عليها قدماه، والسماء التي تلحف رأسه، فالذين تحرضهم دوافع الفوضى واللامبالاة في احترام الشارع والمدرسة ومكان الوظيفة والبيت، فهؤلاء تملصوا من المسؤولية، وتاهوا في شعاب الأنانية، وضاعوا وضيعوا، وأصبح الانتماء الوطني مثل قصيدة قديمة منسية.

عندما تجد شاباً في مقتبل العمر يسحق عجلات سيارته على الإسفلت ويستدير دورات مهلكة، عندما تجد إنساناً يجلس في مكان ما ويفرغ كيس طعامه ويلقي بالبقايا في الشارع، عندما تجد طالباً يدخل المدرسة متأخراً عن اليوم الدراسي ويمر على مدرسيه متبختراً كأنه الطاووس، عندما تجد موظفاً يقضي زمنه الوظيفي في العبث بالهاتف ويترك حاجة الناس متراكمة على مكتبه، عندما تجد مديراً يصادف موظفيه بوجه مكفهر كأنه الغابة المتوحشة، عندما تجد رب أسرة يدخل بيته في ساعات متأخرة من الليل وأطفاله يغطون في السبات دون أن يلمسوا ابتسامته ثم يجلس متأففاً دون أن يلقي نظرة تبشر بعاطفة صادقة لمن انتظرت مجيئه لساعات، عندما تجد ربة منزل لا تعرف عن شؤون منزلها شيئاً إلا المرآة في غرفة النوم، وما تعكسه لها من صور ملونة على محياها الجميل، عندما تجد طبيباً يفكر في هيبته ولا تعنيه مشاعر المرضى، يحدق في الوجوه ساهماً وكأنه أمام لوحة سيريالية، عندما تجد مواطناً تجاوز حدود العلاقة مع الآخر ولا يحترم من يتعامل معهم بحجة أنه مواطن والآخرون من الدرجة الثانية أو الثالثة.

عندما تجد كل هذه الحزم القبيحة أمامك، فتأكد أنك أمام خلل اجتماعي لابد من إصلاحه..

في الإمارات الكثير الكثير من هذه الظواهر السلبية تلاشت واختفت إلى الأبد بفضل منظومة القيم التي زرعتها القيادة من خلال الممارسة في نفوس الناس، ولكن لا يعني هذا أننا تخلصنا من كل شيء، فهناك بعض الشواذ الذين ينغصون حياتنا عندما نراهم يكسرون القواعد، ويتجاوزون الثوابت، ويقفزون فوق الحقائق، فيشوهون المشهد الجميل لبلادنا.

المصدر : الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتماء منظومة قيم الانتماء منظومة قيم



GMT 15:12 2020 الجمعة ,21 آب / أغسطس

براكة... بركة الطاقة

GMT 16:04 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رواد بيننا

GMT 13:12 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

بحيرة جنيف تغتسل بالبرودة

GMT 18:55 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الكل مسافر

GMT 20:26 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

ساعات معلقة فوق الغيم

GMT 19:42 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:03 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

"بهارات دارشان" رحلة تكشف حياة الهند على السكك

GMT 11:22 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تظهر بوزن زائد بسبب تعرضها للأزمات

GMT 14:04 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حامد بن زايد يفتتح معرض فن أبوظبي 2013

GMT 06:44 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نشر كتاب حول أريرانغ باللغة الإنكليزية

GMT 19:39 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

٣ خلطات للوجه من الخميرة لبشرة خالية من العيوب

GMT 15:58 2017 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

لوتي موس تتألق في بذلة مثيرة سوداء اللون

GMT 17:22 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فتيات عراقيات يتحدين الأعراف في مدينة الصدر برفع الأثقال

GMT 09:17 2021 الجمعة ,21 أيار / مايو

4.1 مليار درهم تصرفات عقارات دبي في أسبوع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates