بقلم : علي ابو الريش
التعلم عن بُعد، أبعد عنا القلق، وجاد بما لم تجد به أي وسيلة تعليمية، كونه أوقف الكثير من التساؤلات حول الجدوى، والمغزى.
لا زلنا نراقب، ونرصد ما يحدث بين طيات هذه الأجهزة السحرية التي أيقظت في وجدان أبنائنا حكمة التعامل مع كائن يبدو في هيكله أنه خارق يطرق باب الصغار والكبار بأنامل أدق من سنبلة يافعة، ويحدق في عقول من صمدوا أمام شاشته الفضية، وتلاقوا مع المربين بكل حميمية ودفء، وحنان، حتى أصبح اليوم التعليمي يرفل بباقة من ابتسامات جادة ودافئة، ترسخ في إشعاعاتها قائمة من المفاهيم كنا نتخوف من أثرها، ولكن التجربة أثبتت أن العقل الذي رسخ مثل هذه العملية التعليمية، كان ينطلق من ثوابت علمية أكيدة، وواثقة، أحسسنا ونحن نتابع، ما يحدث أنها فكرة، لا يمكن أن تنطلق إلا من وطن هيأ فرسانه لطرق الأبواب الصعبة، وأهّل جياده، لأن تكون هي الأسبق في قطف الثمار الناضجة، وشيّد عرش محبته على أركان لا تميل، ولا تزحزحها الرياح، وهكذا نلاحظ أن طلابنا يبدون فرحاً، وقناعة بما يلقى عليهم من تجارب تعليمية، تؤتي أُكلها بكل جدارة، وتفوق، وامتياز، ونموذجية، هكذا نلاحظ أن الطلاب اليوم، يتجاوزون عتمة مرحلة كورونا، بعفوية ومن دون وجل، أو كلل، أو جفول، لأن ما يتم ممارسة في الوقت الراهن، يؤكد أن عمليتنا التعليمية تسير بخطى واثقة، وتمضي بالركاب برزانة، وقوة، هكذا نلاحظ أن الجهاز الإلكتروني الذي يطل على أبنائنا بصفحاته البريئة، وكأنه عين الطير لا يغلق عيونه، إلا وقد أنهى الطالب وجبة تعليمية مشبعة بالمعارف، ممتلئة بما يحتاجه طالب اليوم من غذاء تعليمي لافت، وزاهٍ بالمفاهيم الغنية بالعلم، الثرية بالثقافة، وهكذا نلاحظ أن بلادنا في ظل الأزمات تبدو متعافية من الكسل، وتبدو متشافية من كل ما تشكو منه بعض الأوطان، فقط يحدث هذا لأننا أخذنا في الاعتبار ما قد يحدث، وأن النبؤات لا ترتفع نغماتها إلا في أوقات المحن، وأن النشيد لا يكون ذا معنى إلا عندما تخرج الدوزنة من أنامل العازفين المهرة.
وهكذا نلاحظ أن استمرار الأمل هو نثة الحياة التي تجعل من الأحياء شفاهاً لا تنطق إلا بالتفاؤل، وقول كلمة، نحن قادرون، طالما نحن ملتفون حول حقيقة أن الحياة أمل، وكفاح، وإشراقة عقول لا تكف البحث عن النجاح، ولو حتى خلف حجب المصاعب، والعواقب.
هكذا نلاحظ، ونزداد فخراً واعتزازاً بما تقدمه المؤسسة التعليمية في بلادنا، وما تنهض به قياداتها الشابة، المتسلحة بوعي المرحلة، ونجاعة ثقافتها التربوية.