بقلم : علي أبو الريش
شبابنا أقمارنا تمشي على الأرض، وتطل على السماء بعبقرية الصحراء، وفطرة البلغاء، وطموح النابغين، والذين في قلوبهم ومضة إشعاع إماراتية استثنائية لا تشبهها إلا هي.
الياه 3 هو رسالة الإمارات للعالم، متضمنة كل سجايا وثنايا وطوايا أهل هذا البلد، وفي الرسالة أيضاً صورة لقيم المؤسس، والباني المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، زايد الذي فتح كتاب المعرفة ليغرف منه الجيل، وليسير على نهجه خليفة الخير والوفاء، ومعه إخوانه قادة الإمارات، وعضيده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، كل هذه الكوكبة من رجالنا الأفذاذ، تضع اليد باليد، والمضي قدما نحو فضاءات العالم نحو المكان الأبعد، لأن طموحات الإمارات بلا حدود، وإرادة قادتها تتجاوز مستوى العادي لتصل إلى ما بعد محيط القمر، إنه التصميم عندما يتحول إلى أشعة ضوئية تصول في ظلام العالم لتضيئه، إنه الحلم عندما يتحول إلى كيمياء حياتية، تذيب الرواسب، وتمسح الخرائب، وتكشف عن معادن الرجال، وتسفر عن شكل جديد من التعامل مع معطيات الطبيعة، والقطار سريع، ولا محطات توقفه، إنه ذاهب إلى الفضاء، ومحطته الأخيرة هي اللانهاية للتطلع، كما أن العقل الذي فكر في أن يخرج إلى العالم بوجه سمته الابتسامة، فإنه ملزم أن يقدم كل ما يزيح عن العالم الهموم، والغموم، ولا شيء يستطيع أن يحقق هذا الطموح إلا العلم، بكل ما يتضمنه من مثابرات، ومجازفات لا تعرف المستحيل، ووثبات لا يوقفها الدرب الطويل، بل إن الفرسان يزدادون نشوة، كلما زاد التحدي، وارتفعت السعرات الحرارية للسباق، ونحن في سباق مع الزمن، والحضارة الإنسانية بدأت تلملم حقائبها، وتستعد للسفر إلى الإمارات، بعد أن شق اليقين غبار الأزمنة، وأعلنت الظروف المادية والاجتماعية، والثقافية، تهيؤها، لبدء الانطلاق من دون تردد، ولا تصهد، ولا تكبد، فأبناء الإمارات عقدوا العزم، في رباط وثيق، ورأوا أن الأرض مشتاقة إلى أخواتها الكواكب الأخرى، إذاً لابد من السعي وحث الخطى، باتجاه العالم الآخر، وبنية الإمارات كلها رهن إشارة كل مبدع، وكل نابغ، وكل من لديه القدرة في خوض معارك الوجود، وفي الإمارات هنا عقول أشبه بالموجة، تعانق السواحل وعينها على أعماق المحيط، عقول مثل الوردة تلثم أجنحة الفراشات، وعطرها يعبق الفضاء، عقول لا تتهيب من المجهول، بل تسعى إليه بشغف العشاق، لأنها على يقين، بأن ما بعد المجهول يكمن المعلوم، ومن المعلوم تبزغ شموس الحياة.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد