في عيدها

في عيدها

في عيدها

 صوت الإمارات -

في عيدها

بقلم : علي أبو الريش

في عيد الأم ترفرف أجنحة الطير، وتهتف أوراق الشجر، وتعزف النجوم لحن الخلود وتردد الموجة النشيد، وترفع الجبال هامة الوجد الإنساني، وتثب الغزلان ريانة نشوانة بالحب والولاء والانتماء إلى ثوب المرأة المعطر، بحنان الأمومة المعبق بشوق الأنثى المباركة، التي جعلها الله شرشف الحياة الرهيف الخفيف المنيف.

في عيدها تزخر الحياة بالبهجة والسرور، وتمتلئ القلوب برائحة الأمل الجميل والأمنيات النبيلة، وتشرق الشمس على الوجوه، لتصبح نهاراً زاهياً بالنور مزدهراً بالشفافية، مبهراً مذهلاً مدهشاً، وينبت العشب القشيب على ترب الحياة.

في عيدها تثمر القصائد أبياتاً من شوق إلى أمهات صنعن المستقبل بأنامل من ذهب، ونقشن على قماشة الكون صورة المرأة الجلود، وصبر النخلة النبيلة، ونجابة الغافة الأصيلة.

في عيدها نستدعي المشاعر، كي ترسم الصورة المثلى لأم سهرت وتعبت، وأيقظت النجوم كي تحرس فلذة الكبد، واستدعت الأقمار كي تطوق الأعناق بقلائد من أحلام زاهية لا تشوبها شائبة سغب، ولا تخيبها خائبة تعب، هذه الأم التي ما نامت إلا بعد أن تغمض عينا الحبيب وتهدأ سكينته ويغض طرفه، هذه الأم التي هدهدت ورعت، حتى ترعرعت الأشجان ونما الوجدان في حقل من اللمسات الرهيفة، فصار الوجدان أغصاناً، وصارت الأغصان خيوطاً من شمس التطلع إلى وطن أعمدته رؤوس لا يخفت نورها ولا يخف طلوعها.

في عيدها تتباهى الأشجار، بأن لها جذوراً مغروسة في قلب امرأة عشقت الحياة، فكتبت على جبين الطفل الرضيع اسم الوطن وحبه، والولاء له والانتماء إلى ترابه الحبيب، والإيمان بقيادته أنها النموذج والمثال، وأنها النهر الذي منه وإليه تعود كل هذه الصورة المفرحة والحياة السعيدة.

في عيدها نرفع آيات الشكر والتقدير لكل أم غرست في وجدان طفلها حب الوطن، والصدق في خدمته ورفعة شأنه، هذه هي المرأة الإماراتية، هذه هي الأم التي رافقت الرجل في حله وترحاله، في سفره وفي فرحه وكدره، هذه هي أمنا وتاج رأسنا وتوأم روحنا، هذه هي سنديانة الأرض وأيقونة الحياة، هذه المكانة التي أسست للمكان موقعاً على الأرض، ونسجت على قماشة السماء نجمة الحلم البهيج، وسطَّرت ملاحم الكفاح، لأجل أن يبقى الرجل ناقوساً يدق في عالم النسيان، وأن يحيا الوطن معززاً مكرماً منعماً بالرقي، مشفوعاً بالحب، مدثراً بدفء الناس الكرماء.

في عيدها نحتفل بتاريخها المجيد، وإرثها التليد، ونملأ حياتنا فخرا بامرأة سكنت وجدان الكون حتى صار الكون امرأة تطوق أعناقنا بالثقة، وتحيط أحداقنا بالثبات. نحتفل بعيدها، فهي التي صنعت رجالنا المرابطين عند حياض الشرف، الثابتين عند مبادئ الحرية لكل مظلوم ومهضوم ومكظوم، هي أم رجالنا المدافعين عن الحق والحقيقة.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في عيدها في عيدها



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 17:08 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

"هيونداي i30 " تتحدى مع مقاعد كبيرة وسرعة فائقة

GMT 00:39 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحقق في 3 أشهر فائضاً أولياً بـ 100 مليون جنيه

GMT 10:56 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب فهمي يؤكّد أن "سيرة الحب" تتحدث عن حياة بليغ حمدي

GMT 12:07 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد حاتم يقترب مِن إنهاء مَشاهده في فيلم "قصة حب"

GMT 19:02 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

للمرة الأولى فُرص عمل على "الشباب والرياضة" الجمعة المقبلة

GMT 00:15 2016 الأحد ,10 إبريل / نيسان

“النغم الشارد”

GMT 15:52 2013 الإثنين ,12 آب / أغسطس

صدور "فضيلة رائعة في مجموعة قصصية"

GMT 20:09 2013 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

مصرُ تحصدُ جائزتيّن من اتحادِ إذاعاتِ الدولِ العربيّة

GMT 04:42 2018 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

تصميمات حمامات سباحة تناسب المساحات الصغيرة

GMT 12:55 2018 الخميس ,01 شباط / فبراير

مطعم سيروكو من أجمل المطاعم في الهواء الطلق

GMT 18:10 2014 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ورش تعليمية مكسيكية تجذب الأطفال في معرض الشارقة للكتاب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates