بقلم : علي أبو الريش
في لفتة من لفتات فارس النبل والوفاء كانت زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى مجلس محمد خلف الذي افتتح مؤخراً أمام منزل الفقيد محمد خلف المزروعي.
زيارة حملت كل معاني التقدير والوفاء لرجل من الرجال الأخيار والأوفياء من إمارات الخير والعطاء والوفاء، فقد كان الراحل الذي تشرفنا بالعمل معه خلال فترة ترؤسه مجلس إدارة «أبوظبي للإعلام» من طراز فريد ممن عملوا لأجل الوطن تاريخه وتراثه، وحمل على عاتقه مسؤوليات جمة، ونهض بأدوار وطنية عدة، ولا زلت استحضر صورته، رحمه الله، عندما حاول بعض الأقزام والأبواق الضالة التطاول على رموز هذا الوطن، وشاهدناه وهو يطلق صرخته المدوية«كلنا خليفة». ولمسنا جهوده وبصماته الطيبة من خلال مبادرته النوعية في مجالات الثقافة والتراث الإماراتي الزاخر، ودأبه لتسجيل العديد من ملامحه ومعالمه ضمن التراث الإنساني العالمي، وقد طبع أداء الراحل التواضع ودماثة الخلق والعمل المتواصل بصمت ونكران للذات.
أتذكر كيف انتظر معي، رحمه الله، لفترة من الوقت مصوره الخاص ليلتقط لنا صورة عند إطلاق كتابي الخاص بالقرن الأفريقي في أحد دورات معرض أبوظبي للكتاب.
جاء إطلاق اسم محمد خلف المزروعي على أحد المجالس الشعبية في أبوظبي، وشارع بمدينة زايد في منطقة الظفرة ليعبر عن وفاء الأوفياء للأوفياء، وحرص القيادة على تقدير وتكريم رجال كانوا كالقناديل المضيئة ينيرون الدرب والنهج ليظل اسم الإمارات عاليا في كل الميادين والمجالات.
تمثل الزيارة السامية لمجلس محمد خلف، سانحة للتعبير عن تقدير واعتزاز أبناء الإمارات بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد بإنشاء المجالس الشعبية في مختلف أحياء ومناطق أبوظبي، على خطى الآباء والأجداد، وإحياء دور هذه المجالس في تعزيز اللحمة الوطنية والهوية الوطنية وإبراز القيم الأصيلة لمجتمع الإمارات، وفي مقدمتها حب الوطن والولاء للقيادة.
كما تساعد تلك المجالس على تواصل الأجيال، وتوفر للشباب على وجه الخصوص فرص الاستفادة من أوقات الفراغ والنهل من تجارب الأولين. خاصة وأنهم مستهدفون من جانب المتربصين بهم وبوطنهم، بعدما أوغر صدورهم الحاقدة ما تحقق للإمارات من رفعة وتقدم ورخاء وازدهار وأمن وأمان. كما تعد المجالس مكاناً مثالياً لتبادل الآراء والمبادرات الإيجابية لخير للجميع، فشكراً أبا خالد.