بقلم : علي أبو الريش
في قلب الهند تتجذر شجرة زرعها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في العام 1992، اليوم في العام 2017 تسقى بماء المكرمات على يد كريم، حليم، رحيم، من حبر التاريخ، من محيط الجغرافيا، من خليج النوافذ المفتوحة على العالم والأشرعة المفرودة باتجاه الآخر، بكل الشفافية والحميمية تلتقي الإرادات وتتصافح العزائم ويسرج الوعي الإماراتي خيول ثقافته الزاهية باتجاه المليار إنسان، هم توابل المحيط الهندي، هم زيت نارجيله الذي مد خصلات الحب، نحو شغاف العالم بالأحداق السود والسواعد السمر، تقف الهند برمتها إجلالاً واستهلالاً
لقائد تشبعت سجاياه بفسح الأمل والطموحات الأشم من الجبال والأوسع من بصيرة المحيط، يذهب إلى هناك وقلبه محمل بصفات الرجال الأفذاذ الذين يعبرون المحيطات من أجل أن ترسو المراكب عند موانئ الحب، ملونة بما جاشت به الموجة الناصعة والصحراء اليافعة، حلم مشروع أن يسقي الإنسان شجرة الخلد التاريخية وأن يروي بوعيه ثقافة إنسانية لا تحدها حدود ولا
تصدها ردود ولا تعقبها كدود ولا تقضها قدود، إنها الثقافة الإماراتية بحذافيرها ممدودة منذ أزل الصحراء حتى أبد النخلة الشهباء، عناقيد خير، ترخي أهداب المحبة على العالم أجمعين وتلون الحياة ببريق النجوم ونث الغيوم، ومن تابع الرحابة والترحيب يشعر بالفخر ويرفع اليد ضارعاً إلى الباري تعالى أننا نحظى بقيادة لها من الهالة ما يجعلها جناحاً عملاقاً يظلل سماء الدنيا بحضور مذهل يسمع كل من به صمم.
في الهند بزغ النجم بريقاً، أنيقاً، رشيقاً يحضر في السياسة سيفاً صقيلاً يحضر في الإنسانية، وعداً هطولاً يحضر في الحياة، نسق الفضيلة الأصيلة، إنسانية الإمارات وشعبها وسلالتها وتاريخها وثقافتها مكثفة في شخص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتضفي وشاحاً مصفحاً بعطر النوايا والمزايا، مُبخراً بابتسامة الأصفياء الأنقياء الذين يقودون مراحل التاريخ بجياد المعرفة ويذهبون بالحب نحو أغصان الطير العالية وينثرون البشاشة ندىً فضياً على أوراق القلوب ويزفون إلى العالم، معالم طريق كونية لا تنتمي إلا إلى الإنسان، وإلى سعادته وكرامته وثراء معنوياته.
شجرة زايد في الهند رسالة الإمارات إلى العالم مخصبة بوجد ووجدان ومحيط وخلجان وأشياء أخرى يهواها الإنسان، ألا وهي الخلود في قلب الحقيقة من أجل كبرياء لا تقبل الهزيمة أمام منحاز أو متطرف.. شجرة زايد في الهند جعل الوريد يربط الإنسان بالإنسان في كل بقعة ومكان، ولا زمان للحب لأنه كل الزمان، كل الأفكار والأخبار والأسرار، وكل الأنهار التي تسقي ثقافتنا الحقيقية بالعذوبة. شجرة زايد في الهند رمش الجفون، يحمي العيون، ويظلل المرابع والمتون والغصون والشؤون والشجون والفنون.. شجرة زايد في الهند جذرها ثابت في الأرض وفرعها سحابة في السماء.
المصدر : الاتحاد