بقلم : علي أبو الريش
بفضل الحنكة السياسية والفطنة الاقتصادية والدور البارز للعقل خارج إطار اللزوجة النفطية، تمضي الإمارات بالنهضة الاقتصادية إلى مراتب عليا، وتسير بتطور البنية التحتية نحو جدران عالية لا تطالها رياح التغيرات الاقتصادية في العالم.
دراسة «فرانكلين تمبلتون» العالمية للاستثمار، بنت معلوماتها على أسس علمية موضوعية واقعية، مؤكدة أن نمو الناتج المحلي غير النفطي في الإمارات نحو 2.7% في العام 2017، أمر يفتح نافذة للفرح والاعتزاز والفخر ببلد يعزز قدراته الذاتية بوعي، ويكرس إمكانياته في صناعة المجد البشري وصياغة واقع إنساني يثبت أن الإنسان هو الحقيقة كما قالت الفلسفة، وأن العقل الصاحي هو الإشعاع الحقيقي الذي يضيء طريق الناس ويشعل الشموع على قمم الأشجار الباسقة، ويخرج الإنسان من ساعة الشظف إلى حقيقة الترف، ويكسبه الحياة الهانئة المزدهرة بأزهار السعادة.
ومن هنا نقول، لماذا الإمارات بلد السعادة؟ لأنها تمتعت بقيادة أخرجت الإنسان من صحراء الشح إلى دامات الفرح، بفعل التلاحم الشعبي والانسجام والالتئام، والتكاتف في مواجهة كل ما يسبب الضنك، ويشيع الكدر ويزرع الشوك في دروب المجتهدين من أجل العيش بكرامة وعزة وثقة وثبات.
نقول: الإمارات هنا، كما قال الفيلسوف الألماني هايدجر «الإنسان هنا». الإمارات حاضرة بقوة في المشهد الإنساني، متربعة على عرش السواحل النشطة المترفة بأحلام الأجنحة الرفرافة، الإمارات هنا، لأنها آمنت بالحياة مزملة بسلام الناس جميعاً وبلا استثناء أو إقصاء، الإمارات هنا مفعمة بالحب والانفتاح على الآخر من دون رواسب أو خرائب أو نواكب، الإمارات في التاريخ صورة مثلى للنسيج الإنساني المبتهج بالتوافق، وفي الجغرافيا شجرة طيبة جذرها في الأرض يسقى بماء وافر، وفروعها في السماء تعانق النجوم وتهدهد أضواء القمر وتسامر الطير في حله، وترحاله.
الإمارات هنا رسالة للعالم أجمع ومثال يحتذى بأن الحياة كفاح من أجل رخاء الناس جميعاً، وثراء العالمين بالبهجة والسرور والحبور، إذاً فالنفط كان وسيلة، وعندما اشتد الساعد، كان لا بد أن تحلق الطيور من دون مواكبة لأدوات المساعدة، فحلقت الإمارات وحدقت وصدحت وصرحت بوضوح، إنها بلد لا يعترف باليأس ولا يصيغ للبؤس، إنها الأيقونة المتمرسة عند شغاف الأفئدة، والأسطورة اليافعة ترتل قصائدها على مدار الساعة، والمبدعون قادة لا يثنون ولا يستثنون، بل يلفون اللمم ويلتفون حول الأهم، فينجزون مشروعهم الوطني بهمة الرجال الأوفياء، وصرامة السواعد الحازمة.
المصدر : الاتحاد