سمات الروح الطيبة

سمات الروح الطيبة

سمات الروح الطيبة

 صوت الإمارات -

سمات الروح الطيبة

بقلم : علي ابو الريش

الأخلاق.. «الاهتمام بالجمال الطبيعي في حد ذاته سمة من سمات الروح الطيبة. والواقع حين يهتم الإنسان اهتماماً مباشراً بضروب الجمال الكامنة في الطبيعة، فإنه سرعان ما يعتاد حياة التأمل والاستغراق في الجمال الطبيعي، ومثل هذه الحياة هي بطبيعتها ملائمة لنمو الشعور الأخلاقي».. إيمانويل كانط، فيلسوف ألماني.
ونحن عندما نتأمل سيرة حياة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، نرى في حياة هذا الزعيم ما يشير بالبنان إلى نفس الحديث الذي تطرق له كانط، وعندما نقرأ تفاصيل التضاريس التي عاش عليها زايد، وكيف اعتنى بالشجرة، وكيف تعامل مع الطبيعة بلباقة مشاعر ورشاقة فكر، ولياقة سجية.
ومن ينطلق من منطقة مصفح، ويذهب غرباً باتجاه الظفرة وعلى مسافة أربع مائة كيلو متر ونيف، ويتأمل الشريط الأخضر الذي يطوق هذه المسافة الشاسعة، تنبعث في نفسه أشعة الضوء التي أشعلها زايد في كل نفس تفحصت ذلك المكان، وتصل الرسالة إليه بيسر، ويستوعب لماذا اهتم زايد بالزراعة؟ إنه الانبعاث الروحي، وإنه الوحي الذاتي الذي يضيء الداخل بشمعات الحب لكل ما هو جميل في الطبيعة، ولكل ما هو مبعث سلام للنفس، فمن يصدق أن هذه الصحراء برمالها الصفراء الجافة، سوف تتحول في يوم ما إلى حزام أخضر، يرتع بين أغصانه الطير، وتهجع غزلان الحياة، بكل سلام، وانسجام.
هذا الذوق السليم في التعامل مع الطبيعة، كسر حاجز القنوط، واليأس من عدم صلاحية هذه الأرض للامتزاج بالأخضر اليانع. هذا الذوق في حب الحياة، والتناغم مع الموجودات هما اللذان جعلا الشيخ زايد يمعن في تأثيث الأرض بأعشاب الجمال، وهذا الامتداد القيمي في روح المغفور له، هو الذي جعله يتجاوز حلول الخبراء، ويتكئ على ضميره الأخلاقي في الاقتراب من الطبيعة، والتعامل معها بلطف وحنان، إيماناً منه أن طبيعتنا هي أمنا الرؤوم، وهي حضننا الدافئ، وعلينا أن نتجاوز أفكارنا المسبقة عن الصحراء، ونبدأ حياتنا بالتفاؤل والرحمة، وهذه هي أخلاق العظماء، هذه هي أخلاق الذين يؤمنون أننا جزء من الطبيعة، وعلينا أن نتصالح معها، ونتسامح مع مكوناتها، ونتواصل معها كما يتواصل أعضاء الجسد الواحد.
بهذه القيم الرفيعة، استطاع الشيخ زايد أن يحول الإمارات إلى حديقة غناء، ترفل بالأخضر الزاهي، وتكتسي كل يوم لوناً من ألوان الجمال، كون الجمال سمة من سمات الخلق الراقي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سمات الروح الطيبة سمات الروح الطيبة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 13:56 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حماسية وجيدة خلال هذا الشهر

GMT 09:22 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 13:28 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حذرة خلال هذا الشهر

GMT 21:40 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 08:30 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير بان كيك دايت شوفان سهل ومفيد

GMT 14:47 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

فيفي عبده تردّ على منتقدي شكل حواجبها مع رامز جلال

GMT 18:22 2015 السبت ,06 حزيران / يونيو

صدور "حكومة الوفد الأخيرة 1950-1952" لنجوى إسماعيل

GMT 08:05 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين ومفارقات حقوق الإنسان

GMT 08:09 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"بيجو" تحذر من انها لن تتراجع عن اغلاق مصنع لها

GMT 15:07 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أردنية تُنشئ مجموعة إلكترونية لتشجيع المرأة على النجاح

GMT 19:43 2020 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب جزر الكوريل في شرق روسيا

GMT 07:51 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه المصري يرتفع أمام الدولار بنسبة 10.3% منذ بداية 2019

GMT 14:09 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

إليسا تعود لإحياء الحفلات في مصر وتلتقي بجمهورها

GMT 10:49 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"تويوتا" تعدل أحدث نموذج من سيارتها التي يعشقها الملايين

GMT 06:15 2019 الأحد ,14 إبريل / نيسان

هاني سلامة يفقد الذاكرة في مُسلسله الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates