بقلم : علي أبو الريش
سكان الإمارات متفائلون لأنهم يعيشون واقعاً موقعاً بأزهار النجاح، محاطون بإيجابية المعطى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي. متفائلون لأنهم يعيشون في أمن واستقرار وطمأنينة لا تنغص حياتهم حاجة، ولا يكدرهم عوز. متفائلون لأن الإمارات تقع على بحيرة إنجازات ومشاريع تتنامى مثل أغصان اللوز، وتزدهر مثل خصلات النخل، وتزهو مثل غافة على نحر كثيب.
متفائلون لأن الإمارات تطل على محيط من المكتسبات الوطنية الزاهية بالإبداع، ويراع الذين يبذلون الجهد ولا يحسبون عدد الخطوات التي قطعوها خلال مشوار العمل الوطني.
متفائلون لأن الحياة في الإمارات أصبحت ربيعاً من غير ضجيج أو عجيج، فيها الجميع يعملون ضمن فريق عمل واحد ضمن أفراد أسرة واحدة، يتداعون سوياً لأجل إسناد ظهور بعضهم بعضاً، هم متساوون كأسنان المشط في الحقوق والواجبات، وكل في موقعه ومكانته الوظيفية. متفائلون لأنهم يعيشون في ظل قيادة آمنت بالحب فزرعته في كل قلب، في كل بيت، في كل محيط، وانبرى الناس جميعاً يحصدون الثمار اليانعة.
متفائلون لأنهم عشاق، ومن يعشق لا يفرق ولا يغرق ولا يمزق ولا يحرق أوراق الحب، بل يضعها في باقة ويسقيها من ماء القلب، لتنمو وتصفو وتزهو وتنثر عبيرها في المكان والزمان. متفائلون لأنهم تواقون لكتابة قصيدة أبياتها من حبات رمل الوطن، وقافيتها من وشوشة الموجة على صفحات بحر الخليج العربي.
تفائلون لأن مشاعرهم منسوجة من حفيف أغنيات اللواتي أسهبن في الغناء لأجل أن تلمع النجمة في السماء وتضيء الليل في دياجير الصحراء، ولأجل أن تنث الغيمة وتبلل ريق الأرض. وتنمو خصلات النهار وجداً ووجداناً. متفائلون لأنهم نبتوا من أخلاق وطن أسلافه كانوا ينحتون الصخر كي تشتعل مواقد الحياة، ويجدلون سعف النخلة كي تبتسم الخيمة دفئاً، ويسرد العريش سيرة القيظ تحت لفح القيلولة.
متفائلون وهم من نسل زمن الملح إذ كانت الأرض تضمد جروحها بالملح فتنمو العظام في البحر كأنها القوارب تسبح لله العلي القدير، وتحصد ثمار التعب.
متفائلون لأنهم نشأوا على الابتسامة من وحي قيم علمتهم كيف يهزمون التعب، وكيف يطاردون الإحباط بقوة العزيمة وشهامة المبادئ وحب الحياة. متفائلون لأنهم موقنون أن الحياة لا تحترم المحبطين ولا تبارك خطى المتقاعسين، ولا تجاور إلا العشاق، عشاق الحياة.
هؤلاء وحدهم الذين يطلقون للبحر عنانه كي يعانق السواحل من دون وجل ولا جفول، متفائلون لأنهم فقط أبناء الإمارات، والإمارات سماء لا تطفئ نجومها، ولا تسكت نشيدها، ولا تخبئ أسرارها، فقط هي الإمارات التفاؤل الديدن والمزن.
المصدر : الاتحاد