بقلم : علي أبو الريش
قناة جزيرة الضلال، موطن الإفك والفتن، وملاذ الأبواق وسوء ما بطن بعد أن فرضت نفسها كوسيلة إعلامية متخصصة في الفبركة والزيف والحيف، ورقصت على دماء الأبرياء في شتى أصقاع العالم العربي تحت ذريعة «ثورات الخريف العربي»، التفتت الآن ناحية ذوي القربى وأخذت بناصية الشتائم والسباب لتكمل سيناريو الهدم الذي اتخذته على عاتقها، معتبرة ذلك مسؤولية من فَقَدوا الالتزام الأخلاقي.. وبعد أن كان لهذه القناة اتجاه معاكس واحد يديره شخص موبوء بصراع الديكة، أصبح لها الآن اتجاهات وزوايا ونوايا مختلفة الجوانب والجهات، ما يبعث على التقزز والاشمئزاز من وسيلة إعلامية تحولت إلى مكب للنفايات والفضلات والبقايا مما تضخه العقول المأزومة بالأمراض الذهانية والعصابية، والمحاصرة بآفات الغي والضلال والانحلال الأخلاقي..
نشعر بالأسى أن تبث هذه القناة من دولة خليجية عربية كان ينبغي أن تكون مثالاً للقيم السامية التي تربى عليها أهل الخليج العربي، كان يفترض أن تكون جزءاً لا يتجزأ من هذا النسيج الإنساني الذي عرف عن أبناء هذه المنطقة التي استنارت وأنارت فضاءات العالم بأجمل وأنبل المبادئ الأخلاقية، مستمدة ذلك من تعاليم الدين الحنيف الذي نبع من جزيرة العرب، ولكن للأسف أصبحنا اليوم نواجه لساناً ينطق بضمير الغائب ولغة تعمل بالفعل المستتر خلف ملاءة أحلام اليقظة وما يتراءى للبعض من صور خيالية وهمية تحبسهم في دياجير عقد النقص ومدركات الدونية، ومآثرهم ليس بمقدورهم أن يحتذوا بها وأدوارهم ليسوا بحجمها.
«جزيرة الضلال» تمارس دوراً إعلامياً غشاه الظلام واستولى عليه الضلال، فراح متبختراً يتخبط في طرقات الإعلام، كمن أصيب بثمالة أو واهمة دوار البحر، فلا يبدو ماشياً على قدميه ولا حابياً على أربع، بل هو يزحف منبطحاً يلمس فتات طموحات بائسة ليؤكد للعالم أنه موجود على قيد الوجود، ما تفعله قناة الضلال لا يفسر إلا شيئاً واحداً ألا وهو أن هذه القناة قد استعمرت من قبل جهات وصولية وانتهازية جاءت لتلبي طموحات وتطلعات مراكز قوى في قطر هدفها إثارة النعرات وبث فكر لا معنى له غير أنه نابع من براثن غيبيات مضللة وقراءات للتاريخ ملوثة وتفسيرات للحياة مصابة بروماتيزم أخلاقي وتأويلات لا تمت للواقع الإنساني والحضاري بصلة، غير صلتها بشخص عفا عليه الزمن وأصبح من نفايات التاريخ، هو الذي يطبل وهو بطل الفيلم التراجيدي الذي تعيشه قطر في هذا الزمن وهو مؤلف قصة الفوضى من أجل إثبات الوجود، وهو كاتب سيناريو الأحلام السوداء.