بقلم : علي أبو الريش
تعرضت خادمة لإحدى الأسر المواطنة لمأزق الجلطة الدماغية، وعلى الفور قام مخدومها بنقلها إلى مستشفى خليفة، بمساعدة المسعفين من المستشفى، وظلت الخادمة في غيبوبة لمدة أسبوع، وكانت الأسرة التي تخدم لديها المذكورة في حالة قلق إزاء حالة المريضة لاعتبارات خاصة بمرضها، وإقامتها في البلد، ولما حاول رب الأسرة الاستفسار عن وضعها، أجاب المسؤولون في المستشفى بعبارة واحدة شفت فؤاده، وخففت من قلقه، وأزالت عن كاهله الغموض الذي كان يكتنف وضع المريضة، كان الرد، لا تقلق، المريضة في عهدة المستشفى، ولن تغادره إلا بعد شفائها، هذه المرأة ضيفة عندنا، وهي في بلد زايد الخير، ونحن لا نتخلى عن ضيوفنا، أياً كانت جنسياتهم، ونتعامل مع البشر كما علمنا المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وهذه المرأة الآن أمانة في أعناقنا، ولن نقصر أبداً في تقديم ما تحتاجه، من علاج، وخدمات أخرى، أما عن الإقامة، أو الإجراءات الأخرى فيجب أن تنساها، ولا تفكر في شيء أبداً.
خرج الرجل (المخدوم) من المستشفى رافع الرأس، لأنه في بلد أصبحت ملاذ المستغيث، وموئل المحتاج، وموطن الأمن والسماحة، والعطف، والحنان، إمارات زايد الخير، واحة الحب، ومنزل السلام، وكل من يدخل دار زايد يجب أن ينعم بهذه العواطف الجياشة، وأحلام الطير، على أغصان الشجر الوارف بظلال المشاعر الدافئة، والوعي الواسع، والإدراك الذي يتجاوز كل الصغائر التي تشغل الضعاف، والمرتجفين.
من يدخل مستشفى خليفة بهامته النبيلة، وقامته الجميلة، تهيمن عليه مشاعر الفرح، ولما يلتقي بأي من العاملين في هذا الصرح الحضاري العظيم، تجتاحه سعادة غامرة، لما يرتسم على الوجوه من ابتسامات أشف من أشعة الشمس، وأرق من أجنحة الفراشات، وأرهف من أوراق الزهر، وأنعم من زغب القطا.
إنه المستشفى الواحة الغناء، العاملون فيه طيور ملونة بشيم الكرماء، وقيم النبلاء، ونخوة الذين تربوا على أخلاق زايد الخير، ومذاق النخلة النجيبة، والصحراء اللبيبة، وبحر الخليج العربي المهيب.
مستشفى ينعم بفريق عمل، نشأ على الانفتاح على الآخر، كما هي الأنهار، والتناغم مع الآخر كما هي المواويل الخليجية، وهي توشوش للموجة، وتسمعها نغم الأفئدة الدافئة ونبضات القلوب الحنونة.
نعم نحن في بلاد زايد، الذي روض الصحراء، ومد للشجرة كف العطاء، وفتح الإمارات، نافذة للتلاقي، من دون سدود أو حدود.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد