ساعدني كي أصل إليك

ساعدني كي أصل إليك

ساعدني كي أصل إليك

 صوت الإمارات -

ساعدني كي أصل إليك

علي ابو الريش
بقلم : علي ابو الريش

بعضهم يقول لك ساعدني كي أصل إليك، فتشعر أن نافذة في قرص الشمس تنشق عن بهجة في الوجود، تشعر أن للقمر أنامل تمتد إلى مقلتيك، فتضيئك.
بعضهم يقول لك، افتح لي باباً في قلبك، فتشعر بأن النهار أغمض عينيه على عطر وردة واستراحت فراشة عند جدولك، وأنشدت الأشجار لحن الخلود.
بعضهم يقول لك، تعال معي لنذهب إلى واحة فيها الغزلان تتلو آيات الصباح، وتستعيذ بالله من أنياب الضواري ثم ترتل رشفاتها عند شفة النهر.
بعضهم يغدقك بالفرح، عندما يلغي الأسوار، ويتخلص من الحواجز، ويصبح في الوجود، مثل حلم الطفولة، مثل العفوية في عيون الأطفال، مثل البراءة بين حاجبي امرأة بدائية.
بعضهم يملؤك بالفرح، عندما يأتيك، مثل نثات المطر، ويغسلك من هواجس أيامك، ثم يرتب أوراق ابتسامتك على صفحات بيضاء من غير سوء، بعضهم يحتفي بابتسامتك، مثلما تحتفي الوردة بالنسيم، فيخصب فيك الحياة مثلما يفعل النهر بالأشجار.
بعضهم يمدك بالتفاؤل، مثلما تمد الأفكار المنيرة الوعي باليقظة. بعضهم يسكنك من أول لقاء، مثلما يسكن الندى أكمام الزهر، مثلما تسكن خيوط الشمس أحشاء الوجود. بعضهم يملكك، مثلما تمتلك الحياة سر وجودك.
بعضهم يسرج خيولك مهيئاً إياك لرحلة إلى القمر، هناك تجلسان على ضفة خالية من الضجيج، وتستدعيان كتاب التاريخ، وتقرآن كم من حضارات أفلت، وكم من حضارات اختبأت في معطف هزائمها وكم من حضارات بطشت بأخرى، ثم توالت منكراتها، وتدابيرها الغاشمة، وكم من حضارات غطست في أوحال التوسع على حساب الغير، فانهارت فجأة، على رؤوس أصحابها مثل جدران الطين، وكم من حضارات وقعت تحت وطأة الأوهام، فنالت ما نالت من هشيم اندحارها، وانهيارها، وتواريها خلف غيمة داكنة، وكم من حضارات باءت طموحاتها الخيالية بالفشل الذريع، وانطوت على خسارات مفجعة، وكم من حضارات خلدت، لأنها لم تحطم قوانين الطبيعة، ولم تتجبر، ولم تتكبر، ولم تتعال على الآخرين، وكم من حضارات حققت إنجازاتها بسبب قدرتها الفائقة على تجاوز غشاوة الذات، وكم من حضارات أبهرت، وأدهشت، وأغدقت العالم بالحب، بعدما صنعت من أنامل الود خيوط تواصل لا ينقطع، ولا ينقشع، كم من الحضارات، أنارت طريق الآخرين، بمصابيح الأحلام الزاهية، وأيقظت في وعي الناس، سنابل النهوض، وجداول الخصب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ساعدني كي أصل إليك ساعدني كي أصل إليك



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates