بقلم : علي أبو الريش
منذ فجر التاريخ وعظماء الفلاسفة يطلقون أمنياتهم حول دولة السعادة والرخاء ولكن الظرف التاريخي الذي كان، كان يقف حائلاً أمام بزوغ نجم دولة متكاملة الأطراف، والأطياف، لغياب القيادة كاملة القدرات الأخلاقية والعقلية والعاطفية، اليوم هنا على أرض الخير، تنطلق جياد البناء والعطاء، وتمضي سفينة الأحلام على ظهر موجة ناصعة، تقود الطموحات بكل جدارة وقوة، من أجل إنجاز المشروع الوطني الزاهي، وتسديد الأهداف بحرفية ودقة ورقة وأناقة من دون خلل أو زلل، لأن الرؤية واضحة، والأهداف صريحة، والمسافة بين الأمنيات والواقع هي كالمسافة بين الرمش والعين، الأمر الذي يجعل من الوثبات سريعة وثابتة، وواثقة، لا تعرقلها عقبة ولا تعوقها خطوة، بل فالسير نحو المستقبل كما هو الذهاب على سطح النهر، فقد كان الناس يرون في نظرة أفلاطون إلى دولة السعادة أمراً خيالياً لا صلة له بالواقع، وذلك لأن مجتمع البشر تشوبه الكثير من العقبات، ومنها اختلاف الآراء حول القضية الواحدة، ولكن عندما نقرأ الواقع في الإمارات، نجد أن ما تخيله هذا الفيلسوف يتحقق في بلادنا بكل يسر وسهولة، وذلك لأن الوعي هنا سابق المشي نحو الأمنيات، ما يجعل تحقيق الطموحات لا يحتاج إلى جدل، أو تعقيب ممل وقانط، فجدول النهر ماض في إرواء الأشجار والسحابات مستمرة في الإمطار، والشمس ترخي خيوطها الذهبية على الأعشاب، فتبدو الأرض مؤثثة بخير الله، ونعيم من يبذلون الغالي، من أجل تحويل الإمارات إلى بلد استثنائي، لا مثيل له في التاريخ، فالإمارات اليوم قوية بقيادتها وشعبها المحب، الإمارات صلبة بإرادة من يحفظون الود مع الآخر من دون وجل أو جلل، لأنهم واثقون من أن قوة الذات هي الحصن الحصين الذي يصون المنجز، ويحمي العلاقة مع الآخر.
الإمارات اليوم هي النورس الذي يحلق فوق السحاب، ليقول للنجمة هنا يكمن الضوء، هنا يشع النور من قلوب أحبت فأخلصت وصدقت، فنجحت في وضع عناقيد الحلم على أغصان الحياة، وتنضيد قلائد العلاقة مع الآخر، بحيث أصبحنا الفلك المضيء الذي تدور حوله الكواكب، بأمن وسلام، واطمئنان.
الإمارات اليوم، تسير بخطى واثقة نحو الأفق، وتقطف من ثمار المجد أحلى وأجلى ما يؤرخ لدولة، كسرت حاجز التردد، وسارت إلى المستقبل وهي تحمل مصابيح العلو والرفعة والشأن المنيع.
الإمارات اليوم الوجه المختلف بين الدول من حيث النمو والازدهار والتطور، وأكثر من كل ذلك هي السعادة التي احتلت المكان الأوسع في وجدان الناس، من مقيم أو مواطن، الكل يزخر ويفخر، ويزهر، ويزدهر بالفرح، وبريق الطمأنينة يشع من الوجوه، كما يلمع في العيون.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد