الحرمان «الجزء الأول»
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الخميس 6 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

الحرمان «الجزء الأول»

الحرمان «الجزء الأول»

 صوت الإمارات -

الحرمان «الجزء الأول»

بقلم : علي ابو الريش

أن تحرم طفلك من الحنان، فهو أشبه بحرمان الأرض من المطر.
فقد تتوافر لهذا الطفل كل أسباب الراحة المادية، وقد يمتلئ جيبه بالدراهم، كما تمتلئ الوديان برضاب الجداول، وقد تزدحم غرفة نومه بالألعاب والملابس التي تضخها أسواق الموضة، ومحلات بيع الألعاب الإلكترونية، ولكن كل هذا الفيض ليس أكثر من فيض السواحل بالزبد.
طفلك يحتاج إلى الحنان كما تحتاج الأعشاب إلى البلل، طفلك يحتاج إلى الحنان كما تحتاج الوردة إلى الندى، طفلك يحتاج إلى الحنان كما تحتاج الأشجار إلى النسيم، طفلك يحتاج إلى الحنان كما يحتاج الطير إلى الأجنحة.
طفلك يحتاج إلى الحنان كما تحتاج الشفتان إلى الرضاب، طفلك يحتاج إلى الحنان كما تحتاج العيون إلى الضوء، طفلك يحتاج إلى الحنان كما تحتاج الفراشة إلى العطر، طفلك يحتاج إلى الحنان كما يحتاج الجسد إلى الدماء الصافية، طفلك يحتاج إلى الحنان كما تحتاج الركاب إلى الظل.
فقد تكون أنت أسخى من المطر على الأرض، ولكنك بكلمة واحدة جافة، تهدم بيت الرمل الذي بنيته، بصرخة مدوية واحدة، فقد تشقق جدران غرفة الطفل الداخلية، بكلمة لا مشفوعة بنظرة شبه الجمرة، فقد تحرق عش العصفور، الحنان بنيان الشخصية، وهيكلها العظمي، وعمودها الفقري، والدم الذي يسري في العروق.
اليوم نلاحظ أطفالاً في سن الورود، وعلى وجوههم سحنة الكهولة، وبين شفاههم تجري تيارات هوائية ساخنة، تمنع الابتسامة، وتطفئ إشراقة الطفولة، وتبيد العفوية، وتضع على الوجه كتلة سميكة من أسمنت الجفول، وتقطيبة بحجم دمار العالم.
نلاحظ أطفالاً وقد كبروا، وشابت ذوائبهم، وتجعدت وجناتهم، وأصبحت جباههم شوارع تتسرب في تجاويفها أخاديد الاكفهرار، والعبوس، نلاحظ أطفالاً لا يعرفون الابتسامة، وإن شاهدوها على وجوه غيرهم، فلا يتعرفون عليها، بل يحسبون أنها زائر غريب حط من عل.
عندما يفقد الأطفال الحنان، فإنهم يفقدون التعرف على أنفسهم، وكذلك التعرف على عالمهم. الطفولة، هي جدول ماء، نحن الذين نلوثه بمفاهيمنا الخاصة، ومشاعرنا المتعجرفة، التي جاءت من ماض جفت منابعه، وأصبح مجرد أثر من بعد عين.
الطفولة كائن نبت من البراءة، نحن الذين نملأه بأيديولوجيا الكبت والحرمان من النقاء، نحن الذين نضخ في جعبة الطفولة، العوادم الزيتية، وثاني أكسيد الكربون، حتى تمتلئ رئة أطفالنا بما هو مميت وخانق.
الطفولة، لا تحتاج إلى مادة تزين أجسادهم، بقدر ما تحتاج إلى مكنسة تنظف مشاعرهم، من نفايات اليوم الواحد، والأيام التي سبقته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرمان «الجزء الأول» الحرمان «الجزء الأول»



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 11:03 2013 الثلاثاء ,20 آب / أغسطس

دار الكتب الإلكترونية تصدر "رجل مدخر"

GMT 06:38 2015 الخميس ,12 آذار/ مارس

البيج يقتحم حقائب المرأة في صيحة موسم 2015

GMT 08:12 2015 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "غوغل" الأميركية تطلق مشروعًا يحارب حظر الإعلانات

GMT 06:40 2014 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

لينوفو تطلق هاتفًا ذكيًا بسعر لا يتجاوز 100 دولار

GMT 17:01 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

دراسة تُؤكّد أنّ تلوّث الهواء يرفع الإجهاض

GMT 15:41 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

أمل مصطفى تكشف عن أخر صيحات ديكور "الكريسماس"

GMT 23:03 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

"تويتر" تكشف عن دور التدخل الأجنبي في بث الأخبار الكاذبة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates