بقلم : علي أبو الريش
إطلاق مناورة سعودية، بحجم درع الخليج «1»، هو استخراج السلام من فك الحرب والقرصنة، هو المنطقة الآمنة في الأفئدة الباحثة عن طمأنينة لا تغشيها جلجلة ولا قلقلة، هو حلم أبناء الخليج العربي، أن يكون الدرع ردعاً للحالمين بالتوسع على حساب الآخرين، وللمتوهمين بالقوة، وللمتفاقمين هماً وغماً، وسقماً، وللسابحين في بحيرات الألم التاريخي والحزن الأبدي، وللضاربين على صدور العتمة، والذاهبين بعباءة السواد إلى الضياع في تيه المراحل..
درع الخليج واحد، جرس إنذار للذين يغطون في سبات الهواجس والكوابيس، والذين يغردون خارج السرب الحضاري، ويعيثون فساداً في الوجدان الإنساني، ويحطمون زجاج المبادئ بمناجل الحقد والكراهية والعدوانية المقيتة.
درع الخليج «1»، هو للحماية والرعاية، والعناية، وكبح الوشاية والغواية، لإضاءة الممرات البحرية بمصابيح القوة المضادة، بعدما فكر المنقبضون والمحاصرون بالخيال الفج أن يكونوا أسماكاً مفترسة، تعكر صفو البحار والديار، وتعيد للعالم زمن العربدة والعبث وعدمية الأخلاق وسماجة الفكر.
درع الخليج «1»، صوت الحق باتجاه الحقيقة، ونحو غايات الأمل المنشود، ونعيم الحياة من دون منغصات ومن دون شعارات لا تسمن ولا تغني من جوع، ومن دون انزياحات ناخرة مفرطة في الانحراف باتجاه وديان وعرة، وشعاب شائكة، وغابات متوحشة.
درع الخليج «1»، قطار حضاري يأخذ المسافرين، إلى محطات السلام والوئام، والانسجام واحترام الآخر، وعدم المساس بمشاعر الناس، وسادة الدول. هذه سمة أهل الخليج العربي من بوح الصحراء ارتقوا سلالات نجيبة، ومن موجة البحر نالوا البياض الناصع، ومن جواد نبيل نهلوا السمات الحالمة بالمجد، بوجد أناس عشقوا الحياة، جميلة أصيلة يانعة بأشجار البهجة والسعادة.
هذه مبادئ أهل الخليج العربي، إن نالهم شر، نزعوا للصد والردع، وإن خطوا بالحب غدوا واحات خضراء زاهية بالعشب القشيب. هذه قيم الذين عشقوا ونسقوا الوجدان كباقات ورد تاقت لليفوع بفطرة الحياة وطبيعة الأحياء، هذه شيم عشاق الفضيلة، وبأي وسيلة، هم يصدون عن الحقيقة عوات من طمع ونزوات من أصابه الجشع، وشهوات من عجز عن بث الحب فانتهى إلى مواطن الهلع، والفزع، والجزع.. هذه نخوة الأوفياء وصبوة النبلاء حكماً يعربياً إسلامياً لا ملة تحرفه، ولا نِحلة تجرفه ولا طائفة تكلِفه.