المتحدية

المتحدية

المتحدية

 صوت الإمارات -

المتحدية

علي ابو الريش
بقلم: علي ابو الريش

تتحدى مثلما تفعل نملة، تصعد جذع شجرة لوز، رغم الريح، والتجريح، والتبريح، هي هكذا خلقت كي لا تجلس في الحضيض، وكي لا تقبل غير تحريض العقل للعقل، وولوج بؤرة الخطر من دون خوف ولا حذر، هي هكذا ذهبت بالقلب إلى مكمن الطموح، كي تقطف من ثمرات اللوز، ما يشفي، ويعافي، وما يزهر، ويبهر، هي هكذا جاءت إلى العالم بأجنحة التحليق، والرفرفة، هي إن أزفت الآزفة، تكون امرأة مجازفة، تكون في الذروة فراشة ووردة نايفة.
تتحدى، وتتصدى، وتكون في المدى، قطرة الندى، تكون في الوجود امتدادا ومدا، ومدادا ومدى.
هذه المرأة، حالة استثنائية، وفرادة جملة في القصيدة، وفي جزل العطاء تكون المرحلة ما بعد الفراغ، تكون انثيال المطر، ومد النهر، والبحر، وتكون سهر النجمة على وميض، يفيض بحب الدروب واسعة الخطوات، وتكون شهامة السحابة، ونخوة الأشجار السامقات، تكون صبوة الفجر، وخطوة الصباح باتجاه شروق، وعذوق تتدلى عناقيد، على صدر الأرض، من أجل بريق عيون، وانتشاء شجون، وتفتح أزهار أفئدة ما غفت ليلاً، ولا تقاعست نهاراً، إنها امرأة من ذاك الزمان، شكل مهجتها، وصاغ، أسور بهجتها من سلالة لا تمل، ولا تكل من ركوب المصاعب، وخوض غمار الحلم بأنامل تحفر في التراب مجد الأيام، وتنحت الأمثلة، والنماذج بأزاميل الفرح الوجودي.
هذه امرأة من عطر تاريخ، رسخ الفكرة، في أتون الأرض، كي تصبح نخلة فارعة، كي تصبح غزالة تغني للحب وتمرح في الصباحات، كي يبدو العشب، خصلات، تسحب شالها الأسود على كتف، ومتن وتثري الصحراء، بالندى والعرفان، ولا يشيخ لها وجدان، ولا تخبو لها أشجان.
هذه المرأة تتسرب في تجاويف المعرفة، مثل جدول نشوان على نغمات شلال أطربته أوتار المطر، هذه المرأة ليست عادية في سيرتها، وفي سيرورتها، هذه المرأة، ليست رتيبة في طوفانها وأطيافها، هي كذلك، فريدة، وعتيدة، وعنيدة، وتليدة، ومجيدة، هي هكذا تعلمت من الحياة كيف تبدو الأزهار يانعة، عندما تلمس حدودها حافة أجنحة الفراشات، وعندما تقف في وجه الريح، ممتلئة بالعطر، كي تبث العبق، من أكمام، وزمام، ولا تكف عن العطاء، لأنها مجبولة على الوفاء، والانتماء إلى الوجود، كما تنتمي الأحلام إلى العيون الحور.
هذه المرأة تطفو على ماء الحياة، مثل طائر يبحث عن نشوة الموجة، مثل مركب لامس حدود الغسق ولم يكف عن السفر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المتحدية المتحدية



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates