كيف السبيل إلى وصالك دلني

كيف السبيل إلى وصالك دلني؟

كيف السبيل إلى وصالك دلني؟

 صوت الإمارات -

كيف السبيل إلى وصالك دلني

بقلم : علي أبو الريش

تحتاج أحياناً إلى شخص ما، وتود أن تأخذك الريح إلى موئله، ولكن لا تتمكن . وبعد حنين إلى الوشائج ، يحصل لك اللقاء، تقف أمام هذا الشخص، وتتأمل الملامح، فلا تجد ذلك الإنسان الذي عرفته، واشتقت إليه إلى درجة اللوعة، واحتراق اللواعج، فتكون أنت كما أنت، أما هو فقد تحول إلى منطقة أخرى من المشاعر. أنت مازلت في الشوق القديم، في موطن الأحلام الزاهية، والابتسامة العفوية، وذاكرة الأزقة الرملية، ومحارات البحر، وريش النورس،المعقوف على سارية القارب الصغير.أنت مازلت تخبئ صور الأيام الخوالي في مخمل الذاكرة، وترسم صورة باهية عن أيام ستأتي، وتكتب رسائل مفعمة بأشعة شمس القيظ، وتحت لهيب مشاعر مسكوبة مثل حليب الطفولة. أنت هنا في عمرك هذا، في سنينك

التي احترقت، بصهد، وجهد، وعهد، ووعد، ورعد، وبعد، ومازلت مستلباً من ذاك الزمان، من تلك المرحلة الملونة، مثل ثوب امرأة قروية، هفهفها نسيم المساء، مازلت، تنكب على قراءة،الكتب القديمة، وتتلو ما قاله جرير للفرزدق، وما رتلته رابعة العدوية،عن فراغ الروح من وشوشة الشيطان، مازلت تجود عرفانية ابن عربي، وابن الفارض، وذلك الحلاج المهيمن على شغاف الروح

أنت هنا في عمرك المنسحب إلى أرصفة النهايات، وبعض فرح، وأشياء أخرى تغالبك،كأنها الذبابة المشاغبة ، وأنت هنا تحث الخطا، لذاك الشخص الذي لم يزل يقف عند مكان ما من القلب، ويحرك مروحة الذاكرة تستدير أنت إلى زمن، إلى مكان، إلى حدث جلل ألم بك، وتعطي قلبك للطريق الوسيع، يقودك إلى هناك، فتجد ما لا يكن في الحسبان ، تجد وجها جامداً، مثل قطعة بلاستيكية، سلبتها الشمس الحارقة، رونقها، وبشاشتها،تجد مشاعر بشعة، مثل أحفورة قديمة قدم الدهر،تجد،عينين، وقد انسحبتا خلف جفنين، ذابلين ، وفماً فاغراً، وعقلاً شارداً، مثل طير فر من سرب. تحاول أن تضع حداً لتهور الزمان،وتدهور مضغة الحياة التي في الصدر، ولكن لا جدوى، ويبدو أنك

جئت في الوقت الضائع ، وقد هرب العصفور من القفص، ولم يبق من الأشياء الصغيرة، والتفاصيل الدقيقة، سوى أثر من بعد عين . الشخص الذي كان،لم يكن الآن، فلا يد له كي يصافح، ولا لسان له كي يحييك، ولا شفتين كي يبتسم، كل الأشياء التي كانت تهز وجدان السماء، باتت في قيد المجهول، بل أنت وحدك هنا، تأتي لكي تغدق عينيك بهوى الأيام الجميلة،تعود بخفي حنين،وقلبك باسط ذراعيه لعل وعسى،ولكن (عسى) لا تنجب المرتجى، والمأمول، ولتبقى أنت كما أنت، ولكن العالم، يمضي إلى حيث تدور رحى الصواعق الزمنية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف السبيل إلى وصالك دلني كيف السبيل إلى وصالك دلني



GMT 15:12 2020 الجمعة ,21 آب / أغسطس

براكة... بركة الطاقة

GMT 16:04 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رواد بيننا

GMT 13:12 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

بحيرة جنيف تغتسل بالبرودة

GMT 18:55 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الكل مسافر

GMT 20:26 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

ساعات معلقة فوق الغيم

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 06:02 2019 السبت ,16 شباط / فبراير

أميركية ينمو في رأسها قرن عاشت به لمدة عام

GMT 12:07 2018 الجمعة ,19 تشرين الأول / أكتوبر

"Pixel 3" قفزة في تطوير صناعة الهواتف

GMT 08:39 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

كتاب جديد عن الرواية المصورة التي ظهرت في السبعينات

GMT 18:00 2013 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

توقيع رواية "باب الليل" للروائي وحيد الطويلة

GMT 18:30 2013 الأحد ,23 حزيران / يونيو

اصدار رواية"امرأة غير قابلة للكسر" لمحمد رفعت

GMT 21:39 2014 السبت ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إتهام جامعة هارفرد العريقة في التمييز العنصري بها

GMT 10:04 2013 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

افتتاح معرض الصُّور النَّادرة "الأقصر في 100 عام"

GMT 17:56 2015 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة مروة جمال تطلق أغنيتها الجديدة "مفيش مستحيل"

GMT 07:53 2013 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

معرض للرسام الاميركي أندي وورهول في بلجيكا عن الموت والحياة

GMT 18:38 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

بلدية دبي تؤكد حرصها على دعم ذوي متلازمة داون

GMT 11:43 2013 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

جحيم السجون السورية في "عربة الذل"

GMT 13:22 2013 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تعلن تطهير الإنترنت من "الشائعات والعربدة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates