بقلم - علي ابو الريش
تبدو دولة الإمارات اليوم، ونحن نعبر نهر الحياة، مثل نورس يغسل جناحيه بود الموجة، وسد النشوء والارتقاء، على سلم أفق النهضة الحضارية الراقية.
تبدو الإمارات اليوم، ونحن نرفل بثوب الوعي الوسيع، مثل فراشة تقطف الرحيق من لدن أزهار تتنوع عطورها، ويزدان بخورها بفضيلة الناس الذين آمنوا بأن الحياة كتاب مفتوح، لا يقرؤه إلا النيّرون، ولا يتتبع كلماته المضيئة إلا من امتلك ناصية الأحلام الزاهية.
لقد أعطى معنيون في الاقتصاد، وخبراء لهم باعهم الطويل في هذا المعنى، رأيهم الصريح ومن دون تلميح، بأن الإمارات خلال تبنيها مشروع الطاقة النووية السلمية، وكذلك الطاقة الشمسية، استطاعت أن تلون بيئتها الاقتصادية والجغرافية، بألوان الزهر، ورائحة العطر، وأن تمضي بسفينة الحياة نحو غايات الظفر بكل ما يحصن اقتصادها، ويسمو بمكانتها بين الدول، ويجعلها تقف عند قمّة الشجرة، فوق هامات النجمة، وأن تحقق زهوها، وازدهارها، بكل أناقة، ولباقة، ولياقة، ورشاقة، في تحدٍ يثبت أن العقول عندما تصفو تصبح مصابيح رؤى ورأي، وتصير القلوب فضاءات، نسائمها تهب من أفق الوعي نقيّة، صافية، لا شوائب، ولا نوائب، ولا خرائب، هي ركاب يصعدون كثبان الحياة بثقة الفرسان، وثبات الركبان، وقوة الوجدان، وحلم الشجعان الذين يواجهون الخطوب بفراسة، وعقد نفيس من الأفكار التي تصبح في الآن أجنحة، تحلق بالطموحات، وترفرف عالياً، بشفافية الذين يكتبون أسماءهم على صفحات سحابات نديّة، شفيّة، عفيّة، بهيّة، ثريّة، جزيّة، غنيّة، كفيّة، ويمضون بالقافلة نحو ثوابت لا تكسرها ريح، ولا تعثرها تباريح، إنها القافلة المنبثقة من رمل الطموحات الخالدة، إنها الرحلة المتوّجة بأحلام الأوفياء، وعشّاق النجاح، ومحبي الظفر بثمرات الفرح.
بهذه الباقة من زهور اقتصادية متنوعة، تبدو الإمارات بلورة مضيئة في ظلام العالم، وحلكة أفنيته، تبدو الإمارات موجة بشرشف الفخر والاعتزاز، بما تقدمه الكوادر الوطنية من مشاريع مدهشة، وخبرات مذهلة، قدرات تشع بمصابيح الأمل، والأمنيات العريضة.
الإمارات تبدو اليوم، قارة عالمية تؤمّها طيور العالم بحثاً عن ملاذ اقتصادي آمن، ومطمئن، لا تحفه مخاوف، ولا تجاويف مرعبة.
الإمارات، بهذه الشهامة الاقتصادية، وكرامة التعاطي مع البيئة، أصبحت موئلاً لتطلعات الذين يحلمون بالتفوق على الجاذبية، وينظرون إلى الحياة على أنها الطريق المفتوح من دون أعشاب شوكيّة تعيق مسيرتهم نحو النجاح، وتحقيق الفوز على الإحباط.