بقلم - علي ابو الريش
سمة الناس الطيبين، وأخلاق الأوفياء، الصون، والعون، والسير في طريق الحياة مثل النهر يروي، ويسقي، ومثل النخلة تجزل، ولا تبخل، ومثل الغافة تسدل غصون البوح وتظلّل، ومثل فراشة تلوّن وجدان الناس وتدلل، ومثل زهرة برية تعبق الأشجان وتجلّل.
هكذا هي بلادنا، رفلت بسندس رفاهية المشاعر، وإستبرق بذخ الفكرة البهية. هكذا هي بلادنا منحها الله قيادة تعيش هموم الناس، وتبني طموحاتهم من أهداب الشمس، وخيوط السحابة الممطرة، قيادة تذهب بالمعنى بمذهب المزنة المعطاء، والموجة العابرة حدود الصمت، السائرة في الثنايا، والنوايا، والطوايا، والسجايا، والمزايا، والحنايا، كما هي النسمات في ضلوع الشجر، وأوردة الكائنات الرهيفة.
هكذا هي قيادتنا تحلّق،فتغدق فتطرق، فتتدفق في الوعي آيات، ورايات، وتنقش على سبورة الحياة، صورة وسيرة، وترفع صوتاً، وصيتاً، تجلي عن الكواهل عهناً، وربقة، وتفتح في الأفق شعاعاً، مشاعاً لكل من لديه الإرادة.
العزيمة في شق الطريق من غير أنات، أو هنات، والمضي في الدروب كما الجياد الشاهقة، كما هي الركاب المتألقة، هكذا هي قيادتنا، تقول فتفعل، وتفعل، ولا تتوجّل وتعمل ولا تجفل، لأنها آمنت بالاستثنائية، ولأنها فكّرت في الفرادة لمستقبل تضيئه مصابيح العشاق الذين في قلوبهم حلم الطير في الرفرفة، ووعد الشجرة في الهفهفة، هكذا هي قيادتنا، تضع لجمال الرؤية قامة، ومقامة، وقيمة، واستقامة، وتبعث للعالم رسالة الحب، وسلام القريحة، بثقة الأوفياء الذين لهم في العشق نواص، وخواص، ولهم في بيت القصيد، بحر من الرزانة والأمانة، وصيانة العهد، هكذا هي قيادتنا، لها في تاريخ البناء خصال، ولها في صنع الأفكار وصال، وما بين الوصل والفصل، همزة قطع، تمنع الغث من التسلل، وتدفع بالحسنات بأن تشيع عبقها، ونسقها.
بالأمس احتفت القيادة بشباب مخلصين، مؤمنين بأن الإمارات ليس لها من مكان أقل من الفضاء، وليس لها من مجد أقل من الأفضلية في كل الصعد، والمجالات، ولذلك استحق هؤلاء التكريم من أيد تمتد دائماً لتكريم الكرماء، والاحتفاء بالأوفياء، والاحتفال بمن سهر على كتابة اسم الإمارات فوق رؤوس الجميع. وكان للمشهد ما يدهش، ويفرح، وما يفتح ثقباً أوسع من الكون، يغري، ويثري مشاعر الآخرين من أبناء الوطن، ليتسلحوا بما ينفع، وما يدفع ويصون كرامة الوطن.