توبيخ «1»
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الخميس 6 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

توبيخ «1»

توبيخ «1»

 صوت الإمارات -

توبيخ «1»

بقلم : علي ابو الريش

التوبيخ لا يصنع كائناً سوياً. التوبيخ مثل الحرث في الأرض اليباب، التوبيخ مثل الصيد في بحر متلاطم الأمواج.
عندما توبخ طفلاً ارتكب خطأ ما، وتنظر إليه بعين الشر، يخال إليه أنك تفعل ذلك لأنك لا تحبه، وأنك تنهره لأنه الطرف الأضعف في محيط الأسرة. الزجر مثل العاصفة في زوايا خيمة واهنة. الزعيق يوقظ في نفس الطفل وحشاً صغيراً، هذا الوحش ينمو بتراكم الصرخات المدوية في أعماقه.
تخيل أن طفلك كسر طبقاً زجاجياً ثميناً، وقمت بتأديبه بأسلوب حانق، وبطريقة عصبية، ووجدت أنه ارتكب خطأ جسيماً، يستحق على أثره العقاب الشديد، الأمر الذي يجعلك لا تتوانى عن فعل كل ما يردعه في المرات القادمة عن تكرار مثل هذا الفعل (الشنيع).
في الحقيقة لا بد أن نشعر في أحيان كثيرة أن أطفالنا يتصرفون بهمجية، وأنهم يقلقوننا كثيراً، علينا أيضاً أن نعي أن هذا الطفل كائن لم تكتمل لديه ثقافة المحافظة على الممتلكات، وأنه لم يزل في مرحلة العفوية وفطرة البدايات. علينا أن نفكر في بدائية الفكرة لدى الطفل قبل أن نفكر في الخسارات التي نتكبدها جراء العبثية التي يمارسها في البيت.
علينا ألا ننسى أنه لا يفعل ذلك من أجل التخريب أو التسلية على حسابنا، بل هو يفعل ذلك لأن حاسة الاكتشاف لديه نشطة، وأن سعيه لمعرفة أسرار العالم هو الذي يدفعه لأن يجرب ما يتوافر بين يديه، فيقوم بكسر هذا الطبق أو تفكيك تلك اللعبة، فهذه هي وسيلته البدائية في طلب المعرفة والسعي إلى التقرب من الأشياء المجهولة لديه. لا شك أن شيئاً من العدوانية موجود لدى كل طفل، لأنه كائن غريزي، وأنه لم يعقل تلك الرغبات الداخلية بعد، كما أن العدوانية في حد ذاتها أمر محمود، ومطلوبة في فترة من فترات عمر الطفل، لأنها الوسيلة الوحيدة التي تساعده على تكوين الشخصية الاعتبارية التي تحفظ له توازنه النفسي وتحميه من عدوان الظروف المحيطة به. إذاً فلجم هذه النزعات، بقوة مضاعفة وغير مبررة، يحدث في أعماق النفس التي لا تزال هشة، شرخاً واسعاً، ويكبح جماح الروح الساعية إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في مواجهة الصعاب.
القمع في الطفولة، يصنع، كائناً مضعضعاً، وضعيفاً، ومتهالكاً، ومنكفئاً، ومحبطاً، وقانطاً، وناقماً، وحاقداً، وسلبياً تجاه الأسرة، ومن ثم تجاه المجتمع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توبيخ «1» توبيخ «1»



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 11:03 2013 الثلاثاء ,20 آب / أغسطس

دار الكتب الإلكترونية تصدر "رجل مدخر"

GMT 06:38 2015 الخميس ,12 آذار/ مارس

البيج يقتحم حقائب المرأة في صيحة موسم 2015

GMT 08:12 2015 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "غوغل" الأميركية تطلق مشروعًا يحارب حظر الإعلانات

GMT 06:40 2014 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

لينوفو تطلق هاتفًا ذكيًا بسعر لا يتجاوز 100 دولار

GMT 17:01 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

دراسة تُؤكّد أنّ تلوّث الهواء يرفع الإجهاض

GMT 15:41 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

أمل مصطفى تكشف عن أخر صيحات ديكور "الكريسماس"

GMT 23:03 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

"تويتر" تكشف عن دور التدخل الأجنبي في بث الأخبار الكاذبة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates