تسامح
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الأربعاء 5 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

تسامح

تسامح

 صوت الإمارات -

تسامح

بقلم - علي ابو الريش

عندما تنظر إلى الطير في السماء، فتجد أن هناك أجنحة ترفرف، وأخرى تصفق، وبعضها تحلق، ترى عيونا تحدق، وتغرق في تأمل أشبه بما يفعله كهنة العرفانية في أتون العزلة السرمدية.
فلك أن تتأمل هذا المشهد، وتسعد، وتبعد كثيراً عن الضجيج والتأجيج، وحملة «الأنا» البشرية التي أصبحت أوسع من تضاريس الأرض، وأضخم من الجبال الشم.
تتأمل هذا العالم العفوي وهو يجول في سماء الله، وتفرح، لأن الكون ما يزال بعد يضم قائمة من المخلوقات التي لم يشوهها تقدم، ولا تأخر، فهي باقية على العهد مع الطبيعة، ما عدا هذا الإنسان الوغد، الذي غادر منطقة الأحلام الزاهية، واستقر به الحال عند مستنقع التهور، والتضور، والتبختر، والتجبر، ومضى في غلوائه، يحصد خساراته، لم يبق ولم يذر، من الطبيعة، إلا وقد نالها منه الضرر.
الطير يسخر، والشجر يمج هذا الشرر، ويمتطي جواد حلمه، وينأى بنفسه، من سور البشر. تقول لنفسك يا أيها المتفكر تمهل، وتزمل، بحفنة من أمل لعل وعسى أن تصحو الوحوش، وتعرف أن ما فعلته بالغابة ليس إلا عبث الخاوين، وعدمية اللاهين، والذين في قلوبهم مرض. فشيء من الجلجلة تتفشى، وتغشي العيون، حتى فرت غزالة الوعي من قسورة اللاوعي، وذهب الذين يعرفون أن «الأنا» عندما تتورم تصبح ورماً في العقل، وورماً في النفس، ولا مجال لعقد التصالح مع الآخر، طالما خربشت مخالب الأنا على سبورة الحياة، وأصبح الأعمى والأصم محض افتراء، وادعاء، وأهواء، وأرزاء، وأنواء، تثقل حياة الناس في هذا الكون الملتبس بفضيحة الاعتداء على السلام، والوئام، والانسجام، وأصبح التسامح، عملة قديمة، لا تصرف إلا في بنوك الدم، ومهاترات من أصيب بجنون العظمة، وذهان البارانويا، وغيرها من أمراض ما بعد الوعي، ما قبل نوم الضمير.
نتأمل هذا الكائن النبيل، وهو يطوف، تحت الغيمة، ويطوق أرواحنا بهفهفة، أشبه بالنسيم، تأتي ومعها يأتي وعينا بأهمية أن نكون متسامحين مهما علت الأمواج، يظل الحب وحده إكسير الحياة، وما الكراهية إلا مقامرة المفلسين، ومغامرة الهالكين في مضامير الخواء، وخمول الوعي.
نتأملك أيها الطير، وأنت ترسم صورة جميلة لفنان لا يملك ريشة، ولا ورقاً، بل لديه قلب من أفق يتسع عندما تضيق بالناس الطرق.
نتأملك أيها الكائن الجليل، وكأنك البحر في زرقته، يلون مهجة العشاق، وفي الثنايا أشواق أدفأ من قلب امرأة عاشقة.
نتأملك، وأنت في التجوال، كأنك النشيد على لسان الموجة، كأنك الأغنية ترددها الطفولة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تسامح تسامح



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 08:20 2015 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

كوريا الشمالية تشهد أسوأ أزمة جفاف منذ 100عام

GMT 18:56 2017 السبت ,21 تشرين الأول / أكتوبر

كيف تشجعين طفلك على ارتداء النظارة الطبية؟

GMT 18:34 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

مستحضرات تجميل تعالج بهتان البشرة في فصل الشتاء

GMT 15:33 2018 الأربعاء ,23 أيار / مايو

ميغان ماركل تكبر الأمير هارى بثلاث سنوات

GMT 19:04 2018 الثلاثاء ,22 أيار / مايو

حدث في السابع من رمضان

GMT 02:38 2016 الأحد ,20 آذار/ مارس

"اتيكيت" الضيافة في مكاتب العمل

GMT 11:02 2015 الإثنين ,23 شباط / فبراير

الحسيني تضيف لمسات عصرية على القفطان المغربي

GMT 12:12 2013 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

شمبانزي يرسم لوحات فنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates