لا تمنع ابنك من تكسير الفناجين
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الجمعة 7 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

لا تمنع ابنك من تكسير الفناجين

لا تمنع ابنك من تكسير الفناجين

 صوت الإمارات -

لا تمنع ابنك من تكسير الفناجين

علي ابو الريش
بقلم :علي ابو الريش

عندما يبدأ طفلك في الحبو، تنبت في وعيه طاقة الاكتشاف، فيبدأ في تفكيك كل ما يقع بين يديه، وأنت تخاف عليه من الإصابات المؤلمة.
فأول ما يبدر منك، هي الصرخة المدوية في وجهه، فترتج الجدران في داخله، وترتعد الفرائص وتتهشم زجاجة قلبه، فينظر إليك بذعر، مستنكراً سلوكك المشين، فيرتد خائباً، باكياً، مرتمياً في حضنك، مؤنباً إياك لأنك تجهل ما كان يقصده، لأنك تملك عقلاً أصغر من عقله، لأنك تبدي خوفك من أمر طبيعي لا بد أن يحصل لدى طفل لم تزل صفحة العقل في رأسه بيضاء من غير سوء.
أنت فعلت ذلك، لأنك تعتقد أنك تريد منع حدوث الكارثة، ولكن الكارثة الأكبر هو الشرخ الذي رسخته في وجدان طفلك دون أن تدري، ودون أن تعي ماذا كنت قد فعلته.
عندما يقوم الطفل بكسر فنجان القهوة، فإنه يفعل ذلك لأنه يريد أن يجس نبض هذا العقل الكامن تحت الجمجمة الرقيقة في رأسه. يريد أن يجري تجربة واقعية، حول ما إذا كان هذا الفنجان قابل للكسر، أو للثني، أو أنه مادة يمكن أن توكل، وما مذاقها؟ أنت لم تفكر في ذلك أبداً لأنك لم تتعلم التجريب، وتريد من ابنك أن يورث هذه الصفات لكي يظل شبيهاً لك.
كل أب يريد من ابنه أن يشبهه، وأن يكون مثله. مشكلتنا لا نريد أن نعلّم أبناءنا طريقة الاختلاف، لأن الاختلاف يؤذينا، لأن الاختلاف في أعرافنا، تضاد، ونحن لا نحتمل وجود الضد في حياتنا، لقد علمونا على التشابه في الحب، وفي الدين، وفي الرأي، وفي الطرح، وفي التعامل في حياتنا اليومية. فلو حدث أن صادفنا شخصاً، يقول لنا هذا الطريق يوصلنا أسرع إلى المحل الذي نريد الذهاب إليه.
في هذه الحالة، سوف نستنفر كل طاقتنا للاحتجاج، والرفض، وكبح كل خطوة يخطوها هذا الشخص الضد. نحن لم نعرف في حياتنا عن الضد إلا المقابل الآخر، وهو العدو، فكل من يذهب في الطريق المقابل فهو عدو، ولا بد من مجابهته، بما يكفي من عنف.
عندما يكسر طفلك فنجان القهوة فإن أول ما يتبادر إلى ذهنك، هو أن هذا الكائن البشري الصغير هو مشروع عدوان سافر ضد القانون، والقانون هو من صنيع الذاكرة الجمعية. وحتى يتسنى لك إفشال هذا المشروع، لا بد من قمعه وتحجيمه، وإيقافه عن بث نزيفه في المحيط الأسري. ولكنك من حيث لا تدري، فإنك كسرت أكثر من فنجان، عندما شوهت وجدان زهرة، كان بإمكانها أن تنمو، وتزدهر، وتصبح زهرة تفوح بعطر الشفافية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تمنع ابنك من تكسير الفناجين لا تمنع ابنك من تكسير الفناجين



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 12:53 2016 الثلاثاء ,19 تموز / يوليو

الكشف عن هوية رسام لوحة غامضة بـ 300 ألف إسترليني

GMT 20:59 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

بايرن ميونخ يسعى لتخطي فرايبورج في الدوري الألماني

GMT 08:22 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل كوكيز مقرمش بالسمسم

GMT 00:52 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فورد تطلق سيارتها Ranger الجديدة بثلاثة موديلات مختلفة

GMT 22:18 2013 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

طلاب مدارس بريطانيا الابتدائية ينامون في الفصول
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates