تسامح مع نفسك تتسامح مع الآخر «2»
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الخميس 6 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

تسامح مع نفسك تتسامح مع الآخر «2»

تسامح مع نفسك تتسامح مع الآخر «2»

 صوت الإمارات -

تسامح مع نفسك تتسامح مع الآخر «2»

بقلم - علي ابو الريش

لقد مزقنا أحلام التاريخ بالأوهام، واعتقدنا أننا نستطيع العيش منفردين، ومن دون ظلال، وبالتالي ذهبنا إلى الصحراء، ووقفنا تحت أشعة الشمس اللاهبة، فإذا بنا نصاب بالدوار، ويطيح بنا الغثيان، فنقع على الأرض التي فكرنا في لحظة من غفلة أن نغادرها، ونصعد إلى السماء، متحدين كل الصعاب، ولكن للأسف، أصابنا ما أصاب عباس بن فرناس، فتضعضعنا، وضعفنا، وتهاوينا، وهوينا في حضيض الكمد، والنكد، ولم نستطع الصعود، لأننا بلا أجنحة، ووهم بن فرناس وضعنا في الخدعة البصرية.

إذا كان الرجل لا يستطيع العيش بدون امرأة، وكذلك المرأة ليس بإمكانها الحياة من دون رجل، كما أن الرجل لا يمكنه الوصول إلى أعماق البحر، من دون مجداف يؤازره لتحقيق ما يرمي إليه من نوايا المجد.
كما أن المجتمعات تقف عاجزة عن تلبية مطالب تنميتها، ونهوضها، وتقدمها، وتطورها، من دون التواصل مع مجتمعات أخرى. هكذا هي الحياة، حلقة حلزونية مستمرة في الدوران، والصعود، وإذا ما اعترضتها عقبات الأنانية وعراقيل التقوقع، فقدت مصداقيتها، وخسرت ديمومتها، وأصبحت مثل الإناء الفارغ.

نحن في التسامح نشذب الشجرة العملاقة من الأشواك الوخازة، ونهذب مشاعر الوحش لنجعله قابلاً للترويض، ونرتب أثاثنا الداخلي، ليصبح مهيأ للعيش السليم.
التسامح هو السحابة التي تبلل ريق الأرض، وتجلل الأغصان بالاخضرار، وتكلل الطقس بالهواء النقي.
التسامح عصاً سحرية تزيح عن كاهل الإنسان غبار السنين، ودهان التاريخ، التسامح هو النهر الذي يمنح عيون الطريق بريق التألق، وهو الذي يمنح النشيد صفاء الشدو، ونقاء الأنغام.
التسامح ليس قراراً فورياً أو مرسوماً إدارياً، إنه تنشئة وتدريب، وتمرين على تقبل الأضداد، كما هي، وليس كما نريد، وتحمل عصف الريح أن هبت من الجهات الأربع، وإذا جاءك فاسق بنبأ، فتبين أولاً، ولا تملأ جعبتك بالغث، ثم أنظر، وتبصر، وتفكر، وتخيل أن الحياة ليست أحكاماً مطلقة، بقدر ماهي تضمين، وتخمين وبعدهما تمكين، وتسكين، ثم الولوج في فضاء الطمأنينة، والاستقرار هناك، كي لا تغشي العين غاشية الألوان البراقة، فتأخذها إلى مناحي الكدر، وضيق الصدر، وفقدان البصيرة.
التسامح هو الانتقال من الكهف، إلى الفناء الواسع. والتحول من العتمة إلى النور. ومن اللظى إلى الظل، ومن الجدب إلى الجدول.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تسامح مع نفسك تتسامح مع الآخر «2» تسامح مع نفسك تتسامح مع الآخر «2»



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 11:03 2013 الثلاثاء ,20 آب / أغسطس

دار الكتب الإلكترونية تصدر "رجل مدخر"

GMT 06:38 2015 الخميس ,12 آذار/ مارس

البيج يقتحم حقائب المرأة في صيحة موسم 2015

GMT 08:12 2015 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "غوغل" الأميركية تطلق مشروعًا يحارب حظر الإعلانات

GMT 06:40 2014 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

لينوفو تطلق هاتفًا ذكيًا بسعر لا يتجاوز 100 دولار

GMT 17:01 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

دراسة تُؤكّد أنّ تلوّث الهواء يرفع الإجهاض

GMT 15:41 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

أمل مصطفى تكشف عن أخر صيحات ديكور "الكريسماس"

GMT 23:03 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

"تويتر" تكشف عن دور التدخل الأجنبي في بث الأخبار الكاذبة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates