أن نكون قراء فنحن أحياء 2

أن نكون قراء فنحن أحياء (2)

أن نكون قراء فنحن أحياء (2)

 صوت الإمارات -

أن نكون قراء فنحن أحياء 2

بقلم : علي أبو الريش

قال سقراط: «الشيء الذي أعرفه جيداً أنني لا أعرف شيئاً».

فالقراءة، المجال الحيوي للمعرفة، فمن يعرف لا يعرف، ومن لا يعرف يظل شغفه للمعرفة، دأباً وحدباً، وهذا هو ما بوسع القراءة أن تفعله، وأن تتركه وشماً في الذاكرة، ليبقى العقل مضاء بالحقيقة، وهو في كل يوم يطفئ شرارات الوهم والخرافة والمجازفات الغبية.. فنحن نقرأ لكي نحيا، لأن في القراءة، أمصال المقاومة ضد الموت، ضد السكون، ضد العصابية والفصامية، ضد كل ما يعيق الخلايا والنوايا، ضد كل ما يجعل العقل فارغاً مثل وعاء صدئ.

. في الحكاية القديمة «جاء رجل إلى كاهن، يريد أن يتعلم كيف يوقظ وعيه، فاستضافه الكاهن، ولما أراد أن يقدم إليه مشروب الضيافة، بدأ يسكب له الشاي، وظل يسكب حتى فاض الكأس، فاستغرب الرجل وصاح بصوت ضجر: لقد فاض الشاي، فالتفت إليه الكاهن وقال: أنا لا أملأ الجزء الملآن وإنما أملأ الجزء الفارغ. ثم قال عبارته المشهورة «إذا كان العقل مستبداً، فالصحوة مستحيلة». نعم نحن بالقراءة ندع القلب ينبض، ليحرك سائر الجسد، ويمنحه الحياة والحيوية.

. نحن بالقراءة نغسل قماشة العقل من نفايات وفضلات وقذارات، ونجعلها منقوشة بحروف كلمة «اقرأ»، نحن بالقراءة نبني للطير عشاً لا تهزه الرياح..

ونحمي غابة الغزلان من مخالب المفترسات والضواري، ونمنح للأسماك زعانف لا تعكر حركتها موجات بحر هائج.. نحن بالقراءة، نمد أناملنا إلى الغيمة، كي تعانق الأرض، وتبلل أعشابها بالماء الرقراق.. نحن بالقراءة نطرق أبواب النجمة، نحييها من بدء، كي تضيء فناءنا، بمصابيح الليل اليقظ.. نحن بالقراءة، نعيد للقراءة منطقتها، المشغولة بالفراغ، كي تعيد لنا ما ضاع شعاب اللهاث، وغيبوبة العقل الخامل.

نحن بالقراءة، نجلس على مائدة ثرية سخية، مع أطفالنا، نقول لهم اقرؤوا هذا الكتاب، لأنه من نقش المعرفة، واقرؤوا ذاك لأنه من صياغة الفكرة المجللة بالحلم..

نحن بالقراءة، نحفظ فلذات الأكباد من العبث، بفطرة الله، في شؤون تهدم ولا تخدم، نحن بالقراءة نتلمس أهداب الشمس، ونسكن في الوميض أشجاراً، أوراقها بلون الأحلام وأغصانها بصرامة الطموحات الكبيرة، وجذرها بشيم التراب النجيب..

نحن نقرأ، لأننا لا نستطيع أن نتنفس هواء ملوثاً، ولا نستطيع الارتواء بماء ضحل، ولا نستطيع العيش، بغذاء فاسد.

. القراءة هي المنخل والمنجل والمنهل، والصوت الجميل، الناهض من غريزة الإنسان، ومن نسيجه وأسباب وجوده.. القراءة، هي الجزيرة ونحن طيورها، هي القيثارة ونحن نغماتها، هي الصورة ونحن ملامحها، هي الوجود ونحن أصابعه الممتدة إلى المدى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أن نكون قراء فنحن أحياء 2 أن نكون قراء فنحن أحياء 2



GMT 09:41 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أحلامهم أوامر

GMT 14:07 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

العربية هي الأرقى

GMT 14:04 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

في معلوم السياسة في مجهول الكياسة

GMT 22:27 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبراج الإمارات السعيدة

GMT 21:23 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

في يوم العيد

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 11:31 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 20:33 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 21:36 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 17:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 16:17 2018 الأربعاء ,02 أيار / مايو

خطوات تنظيف "خشب المطبخ" من الدهونوالأتربة

GMT 15:54 2015 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 4 ألوان يمكن أن ترتديها في مكان العمل

GMT 14:13 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

وفاة البطل محمد سعد بعد تمثيل مصر في المسابقات الدولية

GMT 08:00 2012 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

وثائق ويكيليكس وأسرار الربيع العربي

GMT 16:20 2014 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"أبوظبي للسياحة" تطلق معرض "أبعاد مضيئة"

GMT 13:20 2015 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هطولا للأمطار الرعدية فى السعودية الجمعة

GMT 18:49 2016 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

لوحات ضوئية عكست حالات إنسانية ووجدانية في معرض أبو رمانة

GMT 01:53 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

Falcon Films تقدم فيلم "بالغلط" من بطولة زياد برجي

GMT 14:42 2017 الجمعة ,13 كانون الثاني / يناير

تشيلسي كلينتون تتألق في معطف أنيق باللون الأسود
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates