بقلم : علي أبو الريش
خمسون عاماً من العطاء، خمسون عاماً من فروسية العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي، خمسون عاماً، فيها شقت ركاب الخير رمال المعضلات، وسارت جياد المحبة تخفق باتجاه الطموحات الكبيرة، ورفرفت أشرعة السفر البعيد،لاقتطاف الدر النفيس، وارتفع الموال إماراتياً يهتف بالنشيد، والنواصي فارعات سامقات، باسقات، يافعات، ناهلات من إرث الذين نحتوا صور المجد المجيد على نحر، وصدر، وحرضوا الإرادة كي تفيض بأحلام العشاق، والذين في قلوبهم صبوة الانتماء إلى المراكز الأولى واستثنائية التفاني، والتضحيات، من أجل وطن مكانه في الحنايا شجرة الخلود، ومن أجل إنسان موطنه مقلة العين.
هذا هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء،حاكم دبي. برؤية ثاقبة، وعقل فطين، وروح أشف من ماء النهر، أبدى، وأسدى، وفند وجد، ووجد، جاد، وجود، وأجاد، في تتويج الوطن بوسام الرقي والتقدم، ومنح المواطن أكليل النجاح في كل مواقع العمل، وفي كل ميادين العطاء، يقف وراء كل مبدع، ويؤازر كل صاحب طموح، ويثابر في تعزيز قدرات كل عاشق للنجاح ويبادر في خلق فرص التفوق، والامتياز.
لم يتوان أبداً في تذليل الصعاب، وتوفير أدوات المرور عبر شعاب، وهضاب، لأن إيمان سموه راسخ، وثقته بقدرات الإنسان على تجاوز المحن أوسع من المحيط، الأمر الذي جعل من هذا الاسم فكرة دامغة في الأذهان، وما من مشروع ناجح، إلا ووراءه شخصية رجل آمن بأن الحياة كفاح وعمل، وصدق، وإخلاص، وجهد لا ينقطع سبيله، وبذل لا يكف هديله.
خمسون عاماً وسموه في ميدان العمل الوطني، وسم، ورسم، ونجم، وللاسم شعاع كأهداب الشمس، وللرسم رسوخ كالجبال الأوتاد، وللنجم بريق الخلود، والوطن في حضرة النبلاء، تزهو منابعه، وتزهر أشجاره، وتزدهر أطواره، وعلى رماله تخطو الأمنيات بأقدام واثقة، ثابتة، لا تهزها ريح حاقد، ولا تصدها نظرة حاسد.
والوطن في حضرة عشاق النجاح، لا يكف له بوح، ولا يجف له معين، ومنذ خمسين عاماً والوطن يطفو فوق السحاب، كطائر الأبدية، ومن شغاف المدنفين حباً بالحياة يقطف ثمرات العزة، والكرامة، ومسيرته المظفرة تتكئ على سواعد عشاق ما ملوا ولا كلوا عن تسديد الخطوات باتجاه المستقبل، بقلوب مؤمنة أن من يعمل لا بد وأن يظفر بحقيقة الوصول إلى الأهداف السامية.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد