في رمضان 2

في رمضان (2)

في رمضان (2)

 صوت الإمارات -

في رمضان 2

بقلم : علي أبو الريش

مثل جناح نورس يأتي الليل مفرداً لأجل أن يترطب الرضاب وتصير الشفتان مثل حبة التوت، هكذا في رمضان، كل شيء يبدو مختلفاً، وكل شيء يبدو بلا فوضى، لأن رمضان كائن كوني يحب تناسق الأوراق وتدفق الأشواق، بل هو شهر العشاق الذين تألقوا عبادة وانتحبوا السماء كي تكون لهم شفعاً، ألم يقل كانوا قمة سعادتي «أن السماء المرصعة بالنجوم فوق رأسي، والقانون الخلقي في نفسي»، وفي رمضان الأشياء تصفو، السماء، القلوب، الرؤوس، ما عدا الشوارع والمولات هذه الاستثناء، ولكن مع ذلك فإني أرى جمال الحياة في هذا الضجيج، لأنه يعبر عن الحياة وعن الحركة وعن نبض الناس، وبالذات النساء، لأنهن الأكثر احتفالاً واحتفاء بهذه الأماكن، لأنها تلبي «طموحاتهن».

 في رمضان، الناس مثل الفراشات تجوب حول الأزهار، وهم يجوبون حول المحال التجارية بحثاً عن جديد، في رمضان تبدو حدقة الأحلام أكثر اتساعاً، لأنه مع «الجوع» لا يبدو العقل مشغولاً بغير الأفكار، ومن الأفكار تتولد أحلام وتدور الأيام في هذا الرأس وتأتي بك من أماكن بعيدة ومن مناطق شاسعة، وكأنك مسافر عبر ظهور الجمال تشعر بالتعب والمتعة معاً، ولا أدري لماذا تكون الأفكار في رمضان دائماً جميلة، مثل العرائس في الليلة الأولى، ربما لأن رمضان بحكم وضعه الديني، يطهر الكثير من الأماكن في العقل، فلا يدع فيها من المكدرات، وربما ولكنني لا أجزم، في رمضان نحتاج كثيراً إلى الأطفال لأنهم ورمضان يتساويان بالفطرة والعفوية والنقاء والصفاء، الأطفال وحدهم الذين يدخلون الفرح إلى قلوبنا حتى في حالات الحزن، ألم يقل السيد المسيح «كونوا أطفالاً كي تدخلوا الجنة»، الأطفال لم يتلوثوا بعد، لم تتسخ أياديهم ولا آذانهم ولا عيونهم ولا قلوبهم، هم مثل الموجة تطهر نفسها بنفسها لأنها متحركة باتجاه البياض.

وفي رمضان، عندما يقابلك طفلك تشعر أنك ستكمل صومك من دون خدوش، وأنك ستفطر مساء من غير عقد ذنب.. في رمضان، عندما تجلس يجلس طفلك أو حفيدك في حضنك تشعر بدفء، تشعر بحنان رمضان لا مثيل له، وتشعر أن حياة مقبلة نحوك بإضاءات لم ترها من قبل.. في رمضان عندما تغرب الشمس، الشارع يبدو وكأنه غرفة مهجورة، الأصوات تخفت، وحتى «التفحيط» يختفي تماماً إلى أن تنتهي ساعات الإفطار، وبعدها تدور العجلة مرة أخرى، وعلى الرغم من الخطورة التي يشكلها هذا السلوك، فإنني أشعر بالامتعاض، ربما لأنني أشفق على هؤلاء الشباب لأنهم يملكون طاقة كان يجب أن يستفاد منها في مجال أكثر إيجابية.. في رمضان الشاشات الفضائية تتغير جذرياً، وتنقلب إلى مهرجان مسلسلات، بعضها القليل جيد لأنه يحمل في ثناياه قضايا هادفة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في رمضان 2 في رمضان 2



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 19:42 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:03 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

"بهارات دارشان" رحلة تكشف حياة الهند على السكك

GMT 11:22 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تظهر بوزن زائد بسبب تعرضها للأزمات

GMT 14:04 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حامد بن زايد يفتتح معرض فن أبوظبي 2013

GMT 06:44 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نشر كتاب حول أريرانغ باللغة الإنكليزية

GMT 19:39 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

٣ خلطات للوجه من الخميرة لبشرة خالية من العيوب

GMT 15:58 2017 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

لوتي موس تتألق في بذلة مثيرة سوداء اللون

GMT 17:22 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فتيات عراقيات يتحدين الأعراف في مدينة الصدر برفع الأثقال

GMT 09:17 2021 الجمعة ,21 أيار / مايو

4.1 مليار درهم تصرفات عقارات دبي في أسبوع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates