عشاق

عشاق

عشاق

 صوت الإمارات -

عشاق

علي ابو الريش
بقلم : علي ابو الريش

بعض «إعلاميي» وسائل التواصل الاجتماعي يعيشون حالة جنون العظمة، ويمارسون إعلاماً طفولياً، وأحياناً ينتقلون إلى مراهقة إعلامية، تأخذهم إلى مسارات غوغائبة، فظة، لا تخدم غير أغراض أنانية فجة.
هؤلاء المفلسون، أشبه بالأشخاص الذين يطمحون بأن يصبحوا رجال أعمال مرموقين، ويدخلون هذا المجال بخبرات صفرية، ورأس مال لا يتعدى الدريهمات، فيصبحون عالة على اقتصاد المجتمع، وعبئاً على أنفسهم، وبعد حين من الدهر، ينكسرون، وينهارون، ويهوون في حضيض الفقدان المريع.
السعي إلى النجومية مرض عضال، يقع في حاضنته أشخاص ضلوا طريق التفوق، ووقعوا في حمى التراشق، بحصيات الشتائم، والسباب، والكلام البذيء، والألفاظ النابية.
أشخاص دخلوا محيط التواصل الاجتماعي، وغرقوا في حمى الاقتحامات الغوغائية، وصار كل واحد من هؤلاء، يخوض في الذي يعنيه، والذي لا يعنيه، ومبرراً لنفسه الحديث في كل رقعة، وبقعة، ولا يتورع أبداً في الانتقال من الدين إلى الرياضة، ومن الرياضة إلى قراءة الفنجان، ومن قراءة الفنجان إلى التحليل السياسي، ومن التحليل السياسي إلى التمدد في ميادين الأدب والثقافة.
هؤلاء العشاق، داهموا الواقع الاجتماعي بخصائص فريدة، ولا تتوافر إلا لدى عباقرة أفذاذ، يفهمون في بواطن الأمور، ويعلمون ما لم يعلنه أينشتاين، ونيوتن.
هؤلاء أشخاص ينطلقون من مبدأ، خالف تعرف، وخير وسيلة للبروز الاعتراض على كل شيء.
هؤلاء بإمكانهم الوقوف أمام الملأ، والتحدث بالفم الملآن، لماذا لا يبدو القمر أزرق، والشمس خضراء، والبحر رمادي اللون.
هؤلاء لديهم القدرة على التحدث بطلاقة، عن شكل الجينات الوراثية، كما تحدثهم عن أحلام اليقظة أو حتى حديثهم حول علاقة السمكة بالصنارة.
اليوم أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي شبكة من العلاقات ذات المخالب والأنياب، ترسل عبر الهواء مباشرة كي تفسر معنى ما وصلت إليه العقلية لدى بعض الناس من قدرة على صناعة الخدعة، وتشكيل نسيج خاص من الادعاء، والزيف وخوض بحار من الكذب، فقط لإثبات أن «محدثكم» عبر هذه الوسيلة، أو تلك، لديه الخبرة الكافية فيما يتطرق إليه، وفي كل المجالات، والميادين، لأن الطرق جميعها مفتوحة أمام هؤلاء الأشخاص، ولا حدود لقدراتهم، ولا شواطئ لإمكانياتهم.
وهذه هي عبقرية وسائل التواصل الاجتماعي أنها فتحت كل النوافذ، ليمر من خلالها، الهواء النقي، ممزوجاً بغبار الأفكار الوعرة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عشاق عشاق



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates