بقلم : علي أبو الريش
بكلمات مثل فراشات ترفرف على أجنحة الزهر، غرد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وفند، وجسد الروح الإماراتية، وما تتمتع به من ثراء السجية، ورخاء الطوية، ونقاء الثنية، وعبر عن الثقافة الجماعية التي تنتمي إليها هذه الثقافة، مؤكداً أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يتمتع بحكمة، وقوة اتخاذ القرار الصائب.
وهذا الإحساس وهذا النث الذي جاء به محمد بن راشد، إنما هو من غيمة العرف الإماراتي، وهو من نجمة القيم السامية التي بنيت على أسس الإسلام الحنيف الذي يكمن في أفئدة قيادتنا.
وعندما يقول سموه إنه وأبو خالد على قلب واحد، إنما يفوه سموه، من أنسام قلب رجل نمت وترعرعت مشاعره، في حقول تاريخ، وتجارب وخبرات، اكتسبها من مهد الصحراء النبيلة وعهد الرجال الأفذاذ المؤسسين الذين صنعوا ثقافة الإنسان من طين هذه الأرض، ومن غافها، ونخلها، ومن عيون الماء المتجذرة، في وجدان الإنسان الإماراتي.
يحق لنا نحن أبناء الإمارات، أن نفخر، ونعتز، بهذه النفحات الروحية التي لا مثيل لها في العالم. فقبل القوانين، والدساتير، فهذه المشاعر الطيبة تسري في عروق قيادتنا، كما هي تعيش في قلوب شعبنا، كمجرى الدم في الشريان.
في قصيدة سموه، تمضي المعاني الكليلة، كما هي الخيل، على أرض خصيبة خضيبة، بالحب، والأحاسيس المرهفة، والأشف من السحابات الممطرة، وتذهب المفردة، مثل أنشودة الطير، على القمم الشم، وهذا ما يجعل القصيدة تبدو وكأنها موجة، تعانق زعنفة، البحر، وتحدق في الوجود، وأول الأسئلة، لماذا لا يصبح العالم بلا خدوش، حتى تلتقط الأشجار حبات الندى من دون رواسب ولا شوائب، ولا خرائب، ولا مصائب، ولا عواقب؟ في هذه القصيدة نقرأ عن أنفسنا، وعن أمنياتنا، وتطلعاتنا وما جاشت به الأفئدة، نقرأ عن مشاعر شاعر وخواطر فارس، يرى في الكون كله، فضاء وسيعاً، لا ينبغي أن تلوثه، الحوافر
الحمقاء بالغبار، والسعار، والخوار، في هذه القصيدة، نقرأ ما قاله لقمان لابنه، لا تصعِّر خدك للناس، نقرأ الحلم وسلام النفس، عندما يكون الإنسان كبيراً وقلبه بلون الأقمار في السماء. في هذه القصيدة، الدرب واضح، والكلمة صريحة ولا تحتاج إلى قاموس المحيط، أن يفسر أو يحلل أو يدلل أو يبدل، لأن كاتب القصيدة، حسم أمره، واتخذ قراره الإنساني، ولا بديل لديه عن الحب، والقناعة التامة بأن الحياة مثل الشجرة، إنْ أسقيتها بماء المكرمات، نمت وترعرعت وأثمرت وأينعت وأعطت بلا حدود، وصارت الأغصان دروباً، والأثمار قلوباً، والأوراق أهداب العيون.
في هذه القصيدة، هناك وعي يتسرب في الشرايين، مثلما هي العذوبة تلج في أحشاء الأرض.
في هذه القصيدة، يكتب محمد بن راشد، عن علاقة الإنسان بالإنسان، وعن علاقة الإنسان بالوطن، وعن علاقة الوطن بالآخر، ويرسم صورة للمستقبل، صورة للمشهد الإنساني في غياب التصالح مع الذات. ثم يعطي صورة عن علاقته بالشيخ محمد بن زايد، وما تربطهما من وشائج المحبة، والألفة، والمواقف الموحدة، لأن القلب واحد، والأمانة محفوظة في كنف هذا القلب، هو قلب الإمارات، وحب الإمارات، وواقع الإمارات المبني على التلاحم والتراحم والتفاهم على كلمة سواء، لأجل استواء الوطن على هامات السحب.