العصبية عصاب قهري «1»
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الخميس 6 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

العصبية.. عصاب قهري «1»

العصبية.. عصاب قهري «1»

 صوت الإمارات -

العصبية عصاب قهري «1»

علي ابو الريش
بقلم : علي ابو الريش

العصبية إلى دين أو ملة، أو طائفة، أو لون، أو عرق، أو مكان، هي في نهاية الأمر ليست إلا عصاب قهري يمسك بتلابيب النفس، ويحكم قبضته على العقل، ويجعله في سجن الأنانية وحشاً مغلولاً بأصفاد الحقد والكراهية.
لقد شهد العالم أمثلة بالغة الصعوبة لمثل هذه العصبيات التي كللت الحياة، بقبعات سوداء قاتمة، ومعتمة، ومظلمة، وجعلت من الإنسان العصابي كائناً محصوراً في فكرة غامضة، وضارية، لا تقبل بالآخر مهما كانت سجيته، ومهما كانت فكرته.
العصابي يغوص في عصبية مغلقة، وعميقة الجذور وترجع في تاريخها إلى طفولة محرومة من الحب، وضيقة الوعي، لا ترى أبعد من أخمص القدم.
العصبية هي الدائرة الصغيرة، والأصغر من بؤبؤ العين، تكون مغشاة بسحابة داكنة، لا تجعل المتعصب يقبل بأقل القليل، ولا بأكثر الكثير، إنه كائن يمضي في الحياة منعزلا، منكفئاً، منكوياً بنار عزلته، ولا يرى في الحياة غير اللون الواحد، والعرق الواحد والدين الواحد، والمكان الواحد.
كل المتعصبين هم مخلوقات فرت من قسورة الخوف الذهني، الخوف المتعلق بالصور الخيالية الوهمية، الخوف القادم من مراحل مبكرة من الحياة، خوف زرعته أفكار موروثة، خوف نبع من فكرة خاطئة، قذفها شخص أناني في جوف المتعصب، وصارت الفكرة ناقوس الخطر الذي يدق في أذهان المتعصبين، ويهيئ لهم كل ما هو مخيف، وبغيض، ومرعب، مما يجعلهم لا يطمئنون إلى أقرب المقربين.
العصبية هي جمرة خرجت من موقد العصاب القهري، وصيغت بفعل فاعل على أنها الحب لدين، أو ملة، أو جهة، وهذا ما يجعل المتعصب قابضاً على الزناد، ومتأهباً للقتل والفتك، والقضاء على كل من يخالف العرق أو الدين، أو حتى اللون.
في الوطن العربي تزخر الأرض بمثل هذه العصبيات، وتمتلئ بغثيان هذه الإثنيات الأليمة، وتطفح بزبد من يصورون العصبية بأنها ولاء، وأن العصاب القهري انتماء، وأن التمحور حول الدائرة الصغيرة حب، وتفان، وتضحية.
الحب للدين أو المكان لا يناقض حب الآخر، ولا يعادي الاندماج في الكون، كوحدة وجود، مثلما هي أغصان الشجرة الواحدة يشد بعضها بعضاً.
لقد خدعنا العصاب القهري، وسول لنا أن الحب هو التمحور حول الذات، والذهاب بالحلم إلى مناطق شائكة لا زرع فيها، ولا ضرع. لقد أوهمنا العصاب القهري أن الحب هو أن تقف عقبة في طريق التواصل مع الآخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العصبية عصاب قهري «1» العصبية عصاب قهري «1»



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 11:03 2013 الثلاثاء ,20 آب / أغسطس

دار الكتب الإلكترونية تصدر "رجل مدخر"

GMT 06:38 2015 الخميس ,12 آذار/ مارس

البيج يقتحم حقائب المرأة في صيحة موسم 2015

GMT 08:12 2015 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "غوغل" الأميركية تطلق مشروعًا يحارب حظر الإعلانات

GMT 06:40 2014 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

لينوفو تطلق هاتفًا ذكيًا بسعر لا يتجاوز 100 دولار

GMT 17:01 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

دراسة تُؤكّد أنّ تلوّث الهواء يرفع الإجهاض

GMT 15:41 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

أمل مصطفى تكشف عن أخر صيحات ديكور "الكريسماس"

GMT 23:03 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

"تويتر" تكشف عن دور التدخل الأجنبي في بث الأخبار الكاذبة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates