بقلم : علي أبو الريش
رسالة واضحة لا تحتاج إلى معجم لغوي، ولا تحتاج إلى تفسير أو تحليل أو قراءات متعددة، هي رسالة واحدة بصوت سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي، مفادها أن المركبة الإماراتية باتجاه الفضاء العملي ماضية، ولا مجال للتردد أو التصهد أو التبدد أو التقدد، ومن يتوقف ويلتفت إلى الوراء سوف يتعثر ويقع ويسبقه الزمن، ولا يستقيم العود ولا ينهض الموجود، إلا بكفاءة الأداء، وسرعة الإنجاز. وهذان مفصلان أساسيان، لتنمية مستدامة، تضع الإمارات في مقدمة الصفوف، وتجعل شعب الإمارات يعيش النعيم الاقتصادي
والاجتماعي، بفضل قيادة وضعت الإنسان ما بين الرمش والعين، وحققت له الإنجازات التي كانت أحلاماً بسرعة الضوء. وما الجولات الميدانية التي يقوم بها سمو الشيخ هزاع بن زايد، واقفاً على مواقع العمل إلا خلاصة هذا الفكر الإنساني والقيادي، والقناعة الراسخة لدى القيادة، أن عجلة التطور والحركة الاقتصادية التي تنعم بها البلاد، هي نتيجة هذا الوصول بشفافية
إلى الدوائر والمؤسسات، والمتابعة الحثيثة من قبل صناع القرار، وذلك لحث الخطوات باتجاه الأعلى ونث قطرات الطموحات العذبة في عقول وقلوب المسؤولين. في زيارته إلى مقر المنصة الحكومية الموحدة لتراخيص البناء التابعة لدائرة الشؤون البلدية والنقل في أبوظبي، أربع كلمات، كفاءة الأداء، وسرعة الإنجاز، تكفي لأن تعشب القلوب، وتخصب الدروب، وتفتح
أشرعة الطموحات إلى أبعد مدى، هناك عند الأفق البعيد، هناك حيث الإمارات دائماً تضيء قناديلها، عنده كلمات توضح مدى الاهتمام الذي توليه القيادة بكفاءة العمل، وسرعة الإنجاز، لأنهما ركيزتا التقدم والازدهار وهما نقطة الالتقاء مع المستقبل، والمستقبل يحتاج إلى خطوات تنويرية، وأمصال وعي، ومضادات حيوية ضد الكسل، والتفريط في الوقت، والإمارات اليوم بسواعد الأبناء المنتمين دوماً إلى الغد، وبعقول الشباب الواعد، تسير نحو المستقبل، بخطوات ثابتة وواثقة، متأزرة بالحزم والعزم، والإرادة القوية وصدق الانتماء، وطن أعطى وأجزل، ولم يكل ولم يبخل، وهذا ما جعل ابن الإمارات عندما يذهب إلى أي بقعة من بقاع العالم، يكون معززاً مكرماً، محتشماً، لماذا؟ لأنه فقط من الإمارات، ولأن الإمارات تدار بعقل قيادي ريادي، وضع الإنسان في محور العملية التنموية، وجلله بالحب، وكلله بالاحترام.
لذلك، فإن كلمات سمو الشيخ هزاع بن زايد واضحة وضوح الشمس، جلية جلاء الماء الرقراق، فالمستقبل للكفاءات، والنجاح للصادقين المخلصين، ولا تنمية ولا تطور من دون المثابرة والمصابرة، ومغادرة مَواطن التأفف إلى مناطق إشراقة الوجوه السمحة.. العمل الجاد يحتاج إلى من يضع مصلحة البلد في القلب، والنجاح يحتاج إلى فرسان، غادروا مناطق الذات إلى حيث يكمن الكل.. التفاني والإيثار، وترك الأنانية مفتاح التنمية المستدامة.. وفي الإمارات رجال من هذه الأرض المعطاء، أعطوا وأسخوا وتفانوا، من أجل أن يبقى هذا العَلَمْ مرفرفاً بأجنحة العلم والمتعلمين، والصادقين والمخلصين، وعشاق النهار، ومن يذهبون إلى الحياة بأشواق تملأ القلوب والأحداق وأطواق حلم تزهو بها الأعناق.
المصدر : الاتحاد