الغدر شيمة اللئام

الغدر شيمة اللئام

الغدر شيمة اللئام

 صوت الإمارات -

الغدر شيمة اللئام

بقلم : علي أبو الريش

تبقى الأفكار هي الحصان الذي يقود العربة. عندما يخرج الحصان عن ثوابت الترويض تنحرف العربة، وتقع في حفرة الظلام والهلاك. لم يكن صالح أسعد حالاً من الحوثيين، ولكن عندما أراد أن يتمرد على أفكاره السابقة، وجد نفسه في حضرة الغادرين، لأنه لم يلحق بعد على ترتيب أواصره العروبية، بل جاء متأخراً، ولم يسعه أن يلتحق بركب الصحة والعافية، ولم يسعفه الزمن في تشذيب الشجرة من الأوراق الصفراء، على الرغم من تجربته الطويلة في سياسة المراوغات والانثيالات، إلا أنه وقع في الفخ، ويبدو أنه لم يدرك خبث الأيديولوجيا وسمومها وسقومها وهمومها، الأمر الذي جعله يستعجل موته على أيدي أخبث البشر، وما حدث هو درس واف وكاف لكل من يعتنق فكرة، «أنا ومن بعدي الطوفان»، لأنه من يفكر بهذا المنطق لن يأمن شر من يبطنون ما لا يظهرون.

اليوم يغيب لي عبدالله صالح عن المشهد اليمني، وبه تختفي حقب تاريخية كانت لها من الزلات والهنات، ما أوصل اليمن إلى هذا الدرك السحيق من الأوضاع المزرية، ولكن المهم في الأمر هو أن يدرك اليمنيون أن دماءهم مطلوبة، وحربهم ليس مع الحوثي، فهذا ليس إلا أداة من أدوات الهدم لليمن، وأن من يتأبط شراً لليمن، ولكل ما يمت للعروبة بصلة هو ذاك القابع في قم، هو ذاك الذي يكن العداء السافر للأنبياء والصحابة والمخلصين من أبناء العروبة، فهذا إرث تاريخي يجب على كل عربي شريف أن يعيه ويستوعب حيثياته، فإيران لن تهدأ، ولن يستقر بال لساستها، إلا عندما يجدون العالم العربي، يكتوي بنار الشتات والفرقة والضعف والهوان.

وما تم فعله في العراق ولبنان وسوريا، يمارس اليوم في اليمن، واغتيال صالح مؤشر واضح على الكره الدفين الذي يضمره الإيرانيون للإنسان العربي، ويعملون من خلاله على بتر الأوصال، وقطع دابر أي تواصل بين الأقطار العربية، لأن هذا يضر بالمشروع الإيراني القائم على الحقد والضغينة.

اغتيال صالح يجب أن ينبه اليمنيين، وأن ينسيهم خلافاتهم، وأن يوجهوا نيرانهم إلى عدوهم الأوحد، ألا وهو الذراع الإيرانية على أرض اليمن، وأن يستفيدوا من الدرس، وأن يتعاملوا مع الوضع بإيجابية، وأن يرتفعوا فوق الصغائر، لأن تحرير اليمن من قبضة الحوثي، هو الضربة القاصمة التي ستقضي على أطماع وطموحات إيران في المنطقة.

فاليوم لا مجال للنظر إلى اليمن كفريسة تتناهشها الأنياب الصفراء، بل تثبيت الحقيقة بأن اليمن هي الأرض والعرض، وهي الفرض الذي لا يمكن التفريط به، وتركه عرضة للرياح العاتية. الذين خذلوا صالح، بصرف النظر عن مواقف الرجل السابقة، فهم خذلوا اليمن قبله، وسلموه سلعة رخيصة لإيران تحت ذرائع طائفية سمجة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغدر شيمة اللئام الغدر شيمة اللئام



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 21:45 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 20:00 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

مطعم "هاشيكيو" الياباني يغرم كل من لا يُنهي طعامه

GMT 13:11 2019 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

"جيلي الصينية" تكشف مواصفات سيارة كروس "جي إس"

GMT 05:09 2015 الخميس ,05 آذار/ مارس

انطلاق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب

GMT 05:58 2015 الثلاثاء ,10 شباط / فبراير

سلسلة "جو وجاك" الكارتونية تطل عبر شاشة "براعم"

GMT 22:28 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

جورجينا رزق تبهر الأنظار في أحدث إطلالاتها النادرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates