الحب في زمن كورونا «9»
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
السبت 8 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

الحب في زمن كورونا «9»

الحب في زمن كورونا «9»

 صوت الإمارات -

الحب في زمن كورونا «9»

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش


صورة بديعة لشجرة اللوز وهي تلامس بحنان زجاج النافذة، وتطل على الوجود بهالة من اخضرار الهيئة المرفّهة بنعومة أجنحة الطير، وبذخ الثمرات المعقودة على الأغصان، كأنها القلائد. وقفت المرأة من خلال النافذة تتأمل لون السماء الزرقاء، كأنها شرشف الحرير. بدت عينا المرأة مثل لوزتين لم تنضجا بعد، وفي المقلتين لمع بريق دمعة حائرة تبحث عن أنامل تمسح ملوحتها. تنهّدت المرأة وهي تصيخ السمع لصفير سيارة الإسعاف، ووضعت أطراف أصابعها على حافة النافذة، منحنية إلى الخارج، لعلها ترى ما يجري في الخارج، ولكن جداول العينين أغشت رؤيتها، فامتنعت المرأة عن الانحناء أكثر، تقهقرت إلى الوراء، كانت قطتها تموء، كأنها تنادي من غابوا، وتواروا خلف حجب الوباء. نظرت إلى القطة، تأمّلت عينيها اللؤلؤتين وتذكّرت حفيدها الصغير، تذكّرتكيف كان يضم القطة، ويداعب الشعيرات النائمة على ظهرها، كأنها زغب القطا، تذكّرت حليب الصباح الذي كانت القطة ترشفه من كوب صغير، يحمله حفيدها بيد أشبه بملعقة من لحم ودم.
توهّجت مهجة المرأة بخفقات هزّت صدرها الضامر، وتضوّرت جوعاً لزمن بات في قبضة الأمنيات البعيدة، وراحت ناحية التلفاز الذي كان يثري المشاعر بأحلام ما بعد الجائحة، وأدارت قرص الجهاز القديم، حتى وقعت عيناها على صورة هشّمت قلبها الضعيف، فاضطرت إلى التحول إلى قناة أخرى، وظلّت تدير القنوات بفطرة الأمنيات المتدحرجة على صفحات القلب، مثل كرات نارية لا يبرد لهيبها، ظلّت تبحلق في الشاشة الملونة، وكأنها تلاحق كسوف الشمس، أو خسوف القمر.
نفرت من المشهد الأليم، كأنها تفر من قسورة، واستدارت تبحث عن ذاتها، وأدارت وجهها ناحية النافذة، وكانت القطة تلحس أطراف أصابع قدمها، وتتشمم رائحة الذين غابوا منذ أمد، ربما تسفر من بين ثنياته صورة مثلى لأحبة أحبوا الحياة، فتداروا بعيداً لأجل قد لا يطول، من أجل حياة أكثر إبداعاً، من أجل تاريخ سوف يسجل صور ملحمة حدثت تفاصيلها على هذه الأرض، وتكتب عن رجال ناضلوا، وتفانوا، كي تستمر الحياة، وكي تضاء القناديل من أجل حفلة كونية، يكون فيها الإنسان البطل الأسطوري، ويكون الوطن قاموس الكلمات البلاغية والمحسنات البديعية.
نامت القطة على ذراعها، كما غطّت هي في سبات عميق، لم تصحُ إلا على صوت أشبه بالهديل، ينادي: جدتي.. جدتي، ولما فتحت عيناها لم تجد إلا القطة، وقد فتحت عينيها على أثر وثبة المرأة، وصارت القطة تموء، وتموء، وكأنها تقول لصاحبتها: نامي سيدتي، نامي، فلعل الغد يكون أحسن. لم تغمض السيدة عينيها، لأن الحلم كان أجمل من الواقع، ولأن الحلم كان يحمل في طيّاته بشارة نهار أجمل، ووجوهاً أكثر إشراقاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحب في زمن كورونا «9» الحب في زمن كورونا «9»



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 06:03 2014 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

"شارب" تعتزم إطلاق شاشات هواتف ذكية بتقنية 4K

GMT 20:33 2015 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

الإعلامية رابعة الزيات تعود إلى الشاشة بفكرة برنامج جديد

GMT 03:18 2013 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

"طاقة الإماراتية" تشتري من شركة فرنسية 50% في مزرعة رياح

GMT 17:47 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

جالطة سراي التركي يعلن التعاقد مع توران

GMT 23:23 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

انطلاق فضائية "مصر قرآن كريم" بتلاوات نادرة

GMT 14:56 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

سلطان بن خليفة يحضر أفراح البلوشي والحمادي وبيشوه

GMT 12:18 2019 الخميس ,14 آذار/ مارس

أمل كلوني تلفت الأنظار بثوب أبيض حريري

GMT 00:27 2019 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

انكسار "الترمومتر الزئبقي" قد يؤدي إلى الموت

GMT 08:09 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يسعى للاستثمار ببيع اللاعب رافينيا

GMT 03:44 2018 الثلاثاء ,31 تموز / يوليو

نور الشريف

GMT 09:50 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

"منارات زايد" تنشر العلم في مختلف أنحاء العالم

GMT 07:04 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"طيران الإمارات" تزيد عدد رحلاتها إلى أورلاندو

GMT 08:45 2016 الخميس ,03 آذار/ مارس

أجمل ألوان البيج الرائعة لموسم خريف 2016
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates