طفرات وصور داكنة
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الخميس 6 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

طفرات وصور داكنة

طفرات وصور داكنة

 صوت الإمارات -

طفرات وصور داكنة

علي ابو الريش
بقلم : علي ابو الريش

الحياة صور، ومشاهد، تستدعيها الذاكرة، وتلونها بحسب ما يجيش في خواطرنا.
نحن نتصور الحياة، كما نستحضر الموت في كل يوم، ولكن عندما نكون في قلب الطائر الميمون الذي ينقلنا إلى أقصى العالم، فإن صورة الموت تتجسد في عيوننا مثل جناح طائر جبار.
فمن منا لم يستحضر الموت، وهو يسمع هدير الكائن المعدني العملاق، وهو يخب على الأرض قبل أن يصعد إلى الفضاء؟ من منا لم يداهمه هذا الخيال المريع وهو يتقوقع مثل أرنب مذعور على مقعد الطائرة، وجسده يترجرج مثل مادة زئبقية في صحن زجاجي؟ من منا لم يفكر في نهايته، ساعة تدهور مشاعره، وهو يرى نفسه بين قوسي طائرة، تمر عبر مطبات هوائية؟ هذه حالة طبيعية يعيشها كل فرد، تدل على ضعف الإنسان، وفي هذا النعش الطائر يتساوى القوي والضعيف، وإن أبدى بعض الأشخاص عدم التفكير في مثل هذا المصير، ولكن في داخل كل منا هناك طفل صغير، ينزعج كثيراً عندما يزعق في وجهه كائن عملاق بحجم الطائرة التي تقلنا إلى العالم.
نحن نحمل موتنا في داخلنا، كما نحمل وردة الحياة، نحن مزيج بين هذا وذاك ولا يمكن أن يعيش الإنسان بدونهما.
نحن نفرح لأننا نريد أن نطرد خوفنا من الموت، ونحن نبكي لأننا نشعر أن قوة ما في داخلنا تريد أن تهاجمنا، وأنت تسلبنا حياتنا.
نحن في الحياة، نهرب من الموت بطرق شتى، ووسائل دفاعية مختلفة، نحن نفكر دائماً بالحياة لأننا لا نريد تذكر الموت، ولكن عندما نكون في أحشاء كائن يأخذنا إلى مناطق شاسعة من الفراغ، فإن الإحساس بالموت، يطبق على أعناقنا، وأن الخوف يكون هو السهم الذي يتسلل إلى قلوبنا ويجعلنا معلقين بين قوسي الشك، واليقين.
عندنا تجد طفلاً لا يعبأ بما يحدث من حوله، ولا يعلم أن الطائرة التي تحمل جسده الصغير، قد تودي بفرحه، تحسده، وتحاول أن تستدعي عفويتك التي فقدتها بفعل الزمن، وبفضل التاريخ الطويل، من التخويف بالموت، وعذابات الموت.
نحن نعلم أن الطائرة ليست هي التي ستجلب لنا الموت، فكل إنسان مهما امتد به العمر، فهو في النهاية مشروع موت محقق، ولكننا لأننا تلقينا عنصر الخوف من الموت منذ نعومة أظافرنا، بفعل فاعل تاريخي، فإننا نتخيل الموت في كل شيء ينقلنا إلى محطات غير محطات استقرارنا، تلقينا هذه الأفكار وصارت، جزءاً من حياتنا.
فليس أهم، وأزكى من الطفولة، فهي المرحلة الخالية من الرثاثة، وعبث السوداوية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طفرات وصور داكنة طفرات وصور داكنة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 11:03 2013 الثلاثاء ,20 آب / أغسطس

دار الكتب الإلكترونية تصدر "رجل مدخر"

GMT 06:38 2015 الخميس ,12 آذار/ مارس

البيج يقتحم حقائب المرأة في صيحة موسم 2015

GMT 08:12 2015 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "غوغل" الأميركية تطلق مشروعًا يحارب حظر الإعلانات

GMT 06:40 2014 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

لينوفو تطلق هاتفًا ذكيًا بسعر لا يتجاوز 100 دولار

GMT 17:01 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

دراسة تُؤكّد أنّ تلوّث الهواء يرفع الإجهاض

GMT 15:41 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

أمل مصطفى تكشف عن أخر صيحات ديكور "الكريسماس"

GMT 23:03 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

"تويتر" تكشف عن دور التدخل الأجنبي في بث الأخبار الكاذبة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates