الحب في زمن كورونا «8»
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
السبت 8 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

الحب في زمن كورونا «8»

الحب في زمن كورونا «8»

 صوت الإمارات -

الحب في زمن كورونا «8»

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش


حين فتح عينيه للشمس كانت تستسلم للغروب، وتمد خيوطاً ذهبية للوجود، وتسرج خيول عشقها لعالم آخر، استدار جانباً وأحنى ظهره يبحث عن محارة فارغة، ليرمي بها في جوف البحر.
كانت الموجة تتخبط على الشاطئ وطيور الكروان تتسرب على الرمل المبلل، تبحث عن دود الأرض. أخذ الرجل الكهل نفساً عميقاً، وهو يتذكر الأخشاب العملاقة التي كانت تسترخي على الساحل، مسترخية بعد سفر طويل.
تذكر ثلاثة أبناء لم يرهم منذ أربعة أشهر، وتذكر القبلات التي كانت تلامس قمة رأسه، منثنية كأنها قطرات المطر على شفة التراب النبيل. أدمعت عيناه وهو يشيع آخر نظرة توديع ترسلها شمس الصيف، محدقاً في اللاشيء.
بصوت مشروخ، غنى للحب، للحياة، للناس، لكل الذين حجبوا، وتواروا خلف ستر الجائحة. قال في سره وهو يتنهد: تلك أيام مضت، كانت تحمل في طياتها عبق الحب، كان الحب بحجم التضاريس التي طوّقت الوجدان والأشجان بعطر الغافة، وشجى السمر، ونبل النخلة الرابضة على التاريخ، مثل ابتسامة عريقة، تمشّت على شفتين لميائيتين، وأسهبت في الرعشة اللذيذة.
نهض الرجل واستدار ناحية القرية النائمة على فراش الصمت، الحالمة بيوم يأتي بلا ضجيج الجائحة، تملى الزقاق المطل على باب البيت الجاثم على نفرة المرتقبين لصوت ما يأتي من فضاء بعيد، الهامدين مثل أحفورة نسيها التاريخ، وأضحت تلملم بقايا أحداث مرّت من هنا.
سار الرجل، يسير بخطوات واهنة، ويمسح دمعة لمعت من تحت الجفنين، وصل إلى حافة الوعي بأهمية بأن يعود أدراجه إلى مخدعه، قبل أن يصرخ الصوت المتهدج محذراً من مغادرة المنازل.
وصل في الوقت المناسب، وكانت الزوجة تعد قهوة المساء وتتمتم: ليت ولدي هنا في هذه الساعة التي تفوح فيها القهوة برائحة اللقاءات الحميمية، نظر إليها الرجل بعينين ذبل جفناهما، وابيضت حدقتاهما، ثم زم بوزه على كلمة تجمّدت أطرافها، ولم يفرج شفتيه عن مغزى ما فكّر فيه.
تربّع الرجل، ثم شعر بألم في مفصلي الركبة، فتمدد مستريحاً، وأخذ فنجانه وراح يمزمز رشفاته بهون على هون، وقلبه مأخوذاً إلى منطقة من الوعي، إلى مكان تشرق فيه عيون الأحبة، على أحلام قد لا تبدو أحسن حال من حاله، مدّ يده وأخذ الفنجان الثاني، كانت القهوة الساخنة بخور الصدر، كانت عطر التاريخ وذائقة الناس الطيبين، يرتعش فنجانها في يده، فيضطر لضمّه بيدين، فتدمع عيناه، متذكراً الفتى الذي كان يقبض بالمجداف بيد كأنها مفك المسامير.
تقهقر إلى الوراء، وأسند ظهره المنحني على المسند القطني، ونظر إلى الباب، تخيّل أن أحد الأحبة سوف يدلف في تلك اللحظة، تخيّل أن الضجيج انتهى، ولكن ما كان الباب ليفتح، فما كان إلا لحيوان أليف مضّته حرارة الصيف، فالتجأ إلى برودة انسلت من تحت فرجة الباب، فانسل هو أيضاً يبحث عن يد ما تملس شعر ظهره، يبحث عن الحب، فاستجاب الرجل الكهل، باحثاً هو أيضاً عن حنان مفقود، مفتشاً عن لمعة عينين تضيء مساءه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحب في زمن كورونا «8» الحب في زمن كورونا «8»



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 06:03 2014 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

"شارب" تعتزم إطلاق شاشات هواتف ذكية بتقنية 4K

GMT 20:33 2015 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

الإعلامية رابعة الزيات تعود إلى الشاشة بفكرة برنامج جديد

GMT 03:18 2013 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

"طاقة الإماراتية" تشتري من شركة فرنسية 50% في مزرعة رياح

GMT 17:47 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

جالطة سراي التركي يعلن التعاقد مع توران

GMT 23:23 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

انطلاق فضائية "مصر قرآن كريم" بتلاوات نادرة

GMT 14:56 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

سلطان بن خليفة يحضر أفراح البلوشي والحمادي وبيشوه

GMT 12:18 2019 الخميس ,14 آذار/ مارس

أمل كلوني تلفت الأنظار بثوب أبيض حريري

GMT 00:27 2019 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

انكسار "الترمومتر الزئبقي" قد يؤدي إلى الموت

GMT 08:09 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يسعى للاستثمار ببيع اللاعب رافينيا

GMT 03:44 2018 الثلاثاء ,31 تموز / يوليو

نور الشريف

GMT 09:50 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

"منارات زايد" تنشر العلم في مختلف أنحاء العالم

GMT 07:04 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"طيران الإمارات" تزيد عدد رحلاتها إلى أورلاندو

GMT 08:45 2016 الخميس ,03 آذار/ مارس

أجمل ألوان البيج الرائعة لموسم خريف 2016
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates