بقلم : علي أبو الريش
يوم العلم، يوم النون والقلم، يوم النغم مرفوع بأنشودة الخلود، يوم فيه يستمر فيه الوجود، منسجماً مع مشاعر العشاق، وأشواق الأحلام الواسعة المزدهرة بسعادة أبناء السعادة.
في يوم العلم، يبدو الطفل الذاهب إلى مدرسته مكللاً بألوان الفرح، وأزاهير صباحات مبهرة، موردة بوجوه البراءة، وأحلام ما قبل الدرس المدرسي، وما بعد إغماضة شفيفة ضمت تحت الجفنين اسم وطن شاعت أناشيده في الجوانح، متحدة في الوجود، راسمة صورة المؤسس والباني، مرفرفة بأجنحة الوفاء لقيادة ملأت الوجدان بإرادة التصميم، والإصرار والإرادة الحرة، ومعاني الروح الصافية، والقلب المتدفق وعياً بالحياة، والفائض بالمعاني، ودلالات الانتماء إلى العرض.
يوم العلم، يوم فيه تزهر الصحراء بأغنيات الطير، وتغاريد الشجر، وهفهفات الأغصان، ولمعة السحابة الفضية، وهي تطل، على فناء الوطن، محيية البيت الواحد، مستجيبة لنداء المطر، مكتسية ثوب التناسق ما بين الأوراق والأشواق، ذلولة لأجل عناق الأرواح.
في يوم العلم، تسرج خيول المحبة لأجل انطلاق نحو مناطق الفخر، والاعتزاز بأيام الإمارات، وزمنها الناهض كما هي الأنوار عندما تتشقشق من تحت قماشة السحابات الرهيفة، كما هي الأزهار عندما تفتح أكمامها مرتلة آيات الجمال، والجلال، والكمال، في فصول ربيعية، لا ينازعها خريف، ولا تحريف، في يوم العلم، تخرج من نافلة البوح تسابيح الأنامل المبتهلة، ترسم صورة التقوى على صفحة الأرض، مكتسية بفضل الباري، وفضيلة الكائن المبجل، وفي نسق الانسجام، تعلو هامة الإمارات، ويخفق العلم، محدقاً في السماء، كطائر أسطوري، ينحت اسم الأمجاد، على الصدور، وفي الثغور، صورة مثلى من ترانيم الخلائق المجيدة، ومثال يحتذى في الوجود، ونموذج يخلب، ويسلب ويجلب للإنسانية معنى الشموخ، عندما تكون الأوطان واحة، أشجارها بشر، وأوراقها مشاعر نضدت بأناقة المتألقين حباً للإنسان، المتأنقين وعياً بقيمة أن يكون الوطن أسرة واحدة، وأفرادها أعضاء في جسد واحد.
يوم العلم يوم الفتوحات العظيمة، في الوجدان، والأشجان، يوم التاريخ في حلته الناصعة، وازدهار نواحيه بعظم ما أنجزه الإنسان على هذه الأرض، وما حققه العقل من منجز أصبح منبع النور، في شعاب العالم.
يوم العلم يوم اليقين، في جوهر معرفتنا للحضارة، وما تفيض به من مدخرات وكنوز، تجعلنا، في رأس قائمة الذين يتفوقون رخاءً بالفرح، وثراء بالسعادة، يوم فيه نكون نحن في الحالة الاستثنائية، والتفرد بين شعوب العالم، لكوننا في قلب محيط الحب.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد