نبضتان من نبضٍ وحظ

نبضتان من نبضٍ وحظ

نبضتان من نبضٍ وحظ

 صوت الإمارات -

نبضتان من نبضٍ وحظ

بقلم _علي أبو الريش

تحت المطر قطرة، فوق المطر غيمة، وما بينهما أنت، وأنا قطرتان من نبض وحض وكظ ورض. كلانا في المطر يحفظ درس الهوى، وكلانا في مخمل الأشواق نثة وحثة وبثة، كلانا في بؤرة اللواعج، موجة ومهجة، ولغة تسبر سر الأشياء في مدار القمر، وكلانا يخفق ويحدق، يطرق ويتدفق، يسترق ويدقق، ينمق وينسق، كلانا يشق القميص من قبل، ويقبل ويسدل، ويجدل ظفائر الليل بهمس ونبس وحس، ويمضي تحت ملاءة الرعشة، مثل زعنفة على ساحل متوحش، كلانا يغزل صمت الليل بشهقة ورهط، كلانا في السديم المكاني، فراشة حائرة، في زجاجة الزمن واللحظة المباغتة.

تحت المطر، أنا وأنت غيمتان، وفكرتان طائشتان، تطوقان المدى برغبتين متحدتين، تتداخلان في نعيم الحرقة اللذيذة، كلانا في هذا الممتد من شريان اللوعة، إلى وريد الرجفة، طريق ممهدة بمداد التاريخ، وكلماته المبهمة من بداية البوح حتى نهاية الكتمان، كلانا لا أحد منّا يختزل صمته، ويمشي في دروب ربما تكون أجمل، ربما تكون أشهى من لحظة اللقاءات الفاشلة، ومن قبلات أشبه بحلول الصيف على أرض بطحاء أو تربة يباب. هكذا يبدو الأمر، وأنت تحملقين في السماء من وراء السقف الخفيض، هكذا تبدو الأمور وأنت في منطقة التجمد الشمالية، وهكذا تبدو الأمور، وأنت تجلدين الذات بعصا الأفكار المسبقة، هكذا تبدو الحياة، وأنت تتخبطين بين الأعشاب الشوكية، وتدمين الأيام بوخز، يحز العنق، ويجز معصم المرحلة. كلانا في الهوى عشاق، ولكن ما إن ينغرس السهم في عنق الزجاجة، حتى تصرخين بأن الشيطان يكمن في التفاصيل، وأنك في جملة التفصيل، تبدين فاصلة معتمة، تبدين علامة استفهام قاتمة، تبدين النقطة التي تبتر العبارة، وتنتهي الرواية بلا ثيمة ولا قيمة، تبدين حالة راهنة عديمة، تبدين نغمة مشروخة، كلانا ولا أحد سوانا، يملك اللحظة لو أننا أمسكنا برسغ الوعي، وسرنا في طريق بلا نعيق ونقيق، كلانا يمكنه أن يتسرب في الوعي مثل المطر في عروق الشجر، وكلانا يمكنه أن يسرج خيول الحب، في مضامير الظفر، فقط لو أننا تحررنا من بقايا الغبار، على رفوف الماضي وتخلّصنا من نفايات الزمن. كلانا الآن في العزلة، نهار يغتسل بفكرة، لكنها لم تزل تلعق بقايا ما في القاع، والقاع مأزوم بدخان الأزمنة الغابرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نبضتان من نبضٍ وحظ نبضتان من نبضٍ وحظ



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 14:38 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 18:45 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 11:33 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 16:51 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

اضيفي اجواءًا جريئة ومشرقة على جدران المنزل

GMT 20:37 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

مطعم ياباني يقدم وجبات لحوم البشر بـ 20 ألف جنيه

GMT 17:53 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

ندوة لمناقشة رواية "منتصر" في مكتبة "البلد"

GMT 04:12 2020 السبت ,09 أيار / مايو

برشلونة يقترب من حسم صفقة نجم يوفنتوس

GMT 11:39 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كيت ميدلتون توضح تفاصيل اللقاء الأول مع الأمير وليام

GMT 04:07 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

انتقادات قوية لرئيس بريشيا الإيطالي بسبب بالوتيلي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates