مراهقة متأخرة
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الخميس 6 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

مراهقة متأخرة

مراهقة متأخرة

 صوت الإمارات -

مراهقة متأخرة

علي ابو الريش
بقلم : علي ابو الريش

هذا أو تلك يعيشان مراهقة متأخرة، وينشدان واقعاً غير الواقع، ويذهبان بقلبيهما نحو مجرى الماء دون أن يحسبا مدى وحشية الجدول عندما تكون الأمطار غزيرة، والسيول جارفة.
هذه، وذاك يحاولان اختطاف اللحظة بمخلب الفحولة المزيفة يمضيان في الحياة كفراشتين وهميتين. أسطورة الرجوع إلى الخلف، والعودة إلى الماضي، واقتطاف وردة من بستان أعجف، هي خرافة بشرية، تراكمت عبر التاريخ، بصورة جدلية عقيمة وسمجة.
هذا وتلك أرادا أن يديرا عقرب الساعة، إلى الوراء، لعلَّ وعسى أن تشرق الشمس مرة ثانية، وتعود الطيور إلى الشجرة، بعد أن فرت من قسورة روماتيزم المفاصل وضغط الدم، وانثناء الأعواد الجافة.
هذا وتلك أرادا أن يعيدا الميت إلى الحياة، فشيدا له نعشاً من رخام الصور الخيالية المبهرة.
هذا وتلك غرقا في بحيرة أفكارها اسماك نافقة وزعانفها مجاديف قارب فارق الخدمة منذ زمن عاد وثمود، ومنذ أن عكف غاندي على صورته في الماء، وقال إن الحياة مثل الصورة في النهر، تصفو إذا صفا، وتخبو إذا تلوث.
هذا وتلك عكفا على صورة اختبأت تحت رمال كثيفة منذ أن غادر الصبا مكانه، وذهب إلى اللاشيء، ولكنهما ما يزالان يركعان، ويسجدان لحالة فائتة، وقد تراكم عليها الغبار، واستعرت بنيران ألم فوات الأوان.
هذا وتلك مثل خرافة تطير بأجنحة ازدهر فيها الجهل وترعرع فيها وعي أشبه بنخالة القمح، أشبه بحثالة القهوة العربية.
هذا وتلك خرجا من الحياة بفكرة أن العمر يمضي، وتنطفئ أضواؤه ولكن القلب يبقى مثل محارة مفتوحة على أعماق البحار، تنتظر كائنها الحي يعود أدراجه ليختبئ في الحضن الدافئ.
هذا وتلك لا يزالان في حلم الطفولة، مثل أعمى تسربت إليه صورة موئله من تحت جفنين معتمين ولكنه لم يفقد الأمل في الوصول. إنهما في صلب الأمل، ولكن عندما يصبح الأمل مجرد قصاصة ورقية، تطير في الهواء فلا قيمة له، ولا معنى للطيران خلف أوراق تشبه الطائرات ولكنها ليست طائرات.
هذا وتلك مثل الميت السريري يعيش على التنفس الصناعي، ويخفق قلبه ولكنه ليس قلبه، أنه قلب الجهاز المعلق فوق رأسه، إنه مصادفة الحياة، مع حتمية الموت المؤجلة.
هذا وتلك يعيشان حياة التأجيل، ورغم كل ذلك، فهما يجلبان الربيع في فصل الخريف، ولون الورد الباهت بابتسامة تخرج من بين شفتين ذابلتين، وبريق معفر بغبار الريح الصرصر.
هذا وتلك يحملان راية النصر في غضون هزيمة منكرة، هدمت أواصر الحياة، في جسدين منهكين بفعل اللهاث خلف ظل شجرة محاصرة برمضاء السنين العجاف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مراهقة متأخرة مراهقة متأخرة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 11:03 2013 الثلاثاء ,20 آب / أغسطس

دار الكتب الإلكترونية تصدر "رجل مدخر"

GMT 06:38 2015 الخميس ,12 آذار/ مارس

البيج يقتحم حقائب المرأة في صيحة موسم 2015

GMT 08:12 2015 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "غوغل" الأميركية تطلق مشروعًا يحارب حظر الإعلانات

GMT 06:40 2014 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

لينوفو تطلق هاتفًا ذكيًا بسعر لا يتجاوز 100 دولار

GMT 17:01 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

دراسة تُؤكّد أنّ تلوّث الهواء يرفع الإجهاض

GMT 15:41 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

أمل مصطفى تكشف عن أخر صيحات ديكور "الكريسماس"

GMT 23:03 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

"تويتر" تكشف عن دور التدخل الأجنبي في بث الأخبار الكاذبة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates