أدرك الشي تحبه 2

أدرك الشي تحبه "2"

أدرك الشي تحبه "2"

 صوت الإمارات -

أدرك الشي تحبه 2

بقلم : علي أبو الريش

لو تخيلنا أن شخصاً يسكن في بيت، وساوره الظن أن هذا البيت ليس مصمماً على ما يرام، فسوف يكرهه.هذا الإحساس سيؤدي إلى إهماله لنظافة البيت، وعدم الاعتناء بأثاثه. سوف نجده، يلقي بالقمامة في كل مكان من البيت، وبعد فترة وجيزة، سنجده يجلس على تلة من النفايات. وهكذا هو الشعور، تجاه الوطن. عندما لا تتوافر مشاعر الحب تجاه الوطن، فإن كل النفايات التي تملأ القلب، ستلقى على أرض الوطن.

ومن هنا تبدأ الفرقة بين الإنسان والأرض التي يمشي عليها. تبدأ الحساسية الشاذة تجاه الوطن، ولكن الإنسان كائن ذكي ومحتال، فهو كي يهرب من الحقيقة، يبدأ في البحث عن المبررات والحجج والمسوغات التي تعطيه العذر في كراهيته. فالأسباب الواهية جاهزة ومعدة مسبقاً لدى الكارهين، فيكون الانتماء خارج دائرة الوطن، سواء  لحزب أو تنظيم أو أي شبكة عدائية ينتمي إليها الشخص الكاره، معبراً في ذلك عن انفصاله عن الكل وانتمائه للأنا التي أصبحت وطناً مستلباً من قبل مجموعة من الكارهين.

عدم الإدراك هذا ذهب بالشخص إلى غابة التوحش، فانغمس في اللامنتمي، وانسحب إلى مناطق نائية، فيها من الوعورة والضواري والأعشاب السامة، ما جعله ناشزاً شاذاً منعزلاً عن الواقع.

عدم الإدراك، يجعل الشخص أعمى وأصم، ولا يملك غير لسان العدائية، ومشاعر أشبه بالأرض الملحية، لا ينبت فيها زرع ولا ضرع، هي هكذا، منبت اليباب والخراب والعذاب والاستلاب والاكتئاب والاضطراب، والاحتراب. الشخص الذي حرم نعمة الإدراك هو كائن أشبه بالزائدة الدودية، وجودها بلا معنى، ولكن إنْ تقيحت واحتقنت، أصبحت مميتة إنْ لم يقطع دابرها. 

الشخص الذي فقد الإدراك، مثل الطفل المشاغب، كل ما حوله ليس له معنى، فهو يحطم أشياءه بلا مبالاته، ويدمر ما حوله، لأنه لا يدرك قيمة الأشياء ولا يحترم ما يحتاجه.

فعندما تشاهد طفلاً بهذه الصفات، فاعلم أنك أمام مشروع رجل عدواني، فإنْ تركته، نما وترعرع على هذه الخصال، وأصبح شخصاً عدائياً، وتوقع ذهابه إلى مناطق الالتهاب الذهني، وإنْ تداركت الأمر واقتربت منه، وحاولت تعديل هذا السلوك، فإنك ستكون قد تحاشيت الخطر، ومنعت حدوث ما لا تحمد عقباه.

زراعة الحب ليست مستحيلة، لكنها صعبة، تحتاج إلى جهد وصدق وإيمان بالحب، ومن ثم يأتي الإدراك طواعية. الحب هو الضوء القادم من الداخل، يضيء طريقك، يجعلك تفرق ما بين الظلام والنور، وما بين الأسود والأبيض، وما بين الجميل والقبيح، يجعلك تكون أنت، لا غيرك.

الحب يجلسك تحت الشجرة لتظلك، وتمنع عنك اللهيب، والكره يأخذك إلى الأغصان المهترئة، ويجعلك معلقاً هناك، حتى تأتي الريح، وتسقطك وتقع، متأثراً بجراح الوهم.

فاخرج من الكره، وادخل في الحب، لتدخل في الإدراك، وتخرج من الوهم. عش في منزل الحب، وسوف تجد الجدران ملونة بالجمال، والسعادة تهطل عليك كأنها المطر بعد جفاف. لا تنتظر الحب من الخارج، إنه في داخلك، إنه يسكنك كأنه دمك، فقط تعرف عليه، واقتنع بأنك لا شيء من دون الحب، وبأنك الفراغ الذي يملؤه الحب بالعشب القشيب.

لا تمارس ضد نفسك الموت البطيء، وأنت تكره، بل انغمس في الحب بكل ما أوتيت من طاقة، ستجد نفسك لا تحتاج إلى النقمة على أحد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أدرك الشي تحبه 2 أدرك الشي تحبه 2



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 21:45 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 20:00 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

مطعم "هاشيكيو" الياباني يغرم كل من لا يُنهي طعامه

GMT 13:11 2019 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

"جيلي الصينية" تكشف مواصفات سيارة كروس "جي إس"

GMT 05:09 2015 الخميس ,05 آذار/ مارس

انطلاق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب

GMT 05:58 2015 الثلاثاء ,10 شباط / فبراير

سلسلة "جو وجاك" الكارتونية تطل عبر شاشة "براعم"

GMT 22:28 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

جورجينا رزق تبهر الأنظار في أحدث إطلالاتها النادرة

GMT 21:17 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

حارس نادي الشعب السابق ينتظر عملية زراعة كُلى

GMT 22:33 2013 الأحد ,28 إبريل / نيسان

"إيوان" في ضيافة إذاعة "ستار إف إم"

GMT 13:10 2013 الجمعة ,08 شباط / فبراير

الحرمان يطال 2.3 مليون طفل في بريطانيا

GMT 07:27 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

"إم بي سي" تبدأ عرض"مأمون وشركاه" لعادل إمام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates