بقلم : علي أبو الريش
نبتكر، لكي نختصر طريق الحضارة، ونبتكر حتى لا ننتظر شروق الشمس غداً، نبتكر ليكون الابتكار ثقافة، نتنفسها، ونعيشها، نبتكر لأن الحياة بدأت بابتكار الفكرة، وصياغة مضمونها لتكون الرافد الذي يغذي نهر الحياة، ولتكون الوردة التي تعطر أجنحة الفراشات، ولتكون الطير الذي يحيي احتفاله البهيج عند الشطآن.
أسبوع الابتكار، هو زمن تفتح الأزهار، هو الدور الذي تقوم به الإمارات، كما لا تتمهل الغيمة في القطرات، كما لا تتكاسل النجمة في بث بريقها.. هذا الأسبوع هو أسبوع الإضاءة، هو الزمن الذي يتحدى الأزمان، وهو المكان تولد فيه أجمل الألحان، وهو جزالة الفكرة كسائل الأنهار يمضي في شرايين الأرض، ويغدق في العطاء، لأجل جيل يستيقظ على رقرقة الماء في الصحراء، ويرويها من عرق الجبين، من دفقة القلب، وكد اليدين.
أسبوع الابتكار، هو تكاتف ذوي الهبات والهمات، وتعاضدهم في مبادرات ومثابرات تؤسس ليقظة صناعة تنويرية، بأفكار من أحيوا الفكر وشيدوا له منابر العز والكرامة، أسبوع الابتكار، خطوات تتوالى، وتتخطى الزمن، بل تكون في صلبه، ومنه وإليه، في وسط العالم، ومعه في قلب الكون وعند جبينه.
نحن هنا من هذه الأرض ينبت الوعي الجديد، ويبزغ فجر العصف الذهني، لتسير المراكب نحو موانئ العمل الدؤوب هناك، حيث يقف الناس الأوفياء ومعهم إرادتهم، معهم العزيمة التي لا تلين، مؤمنين بأن الحياة إبداع ومن يوقف آلية العقل، يسبقه الزمن، ويتخلى عنه التاريخ، وتنساه الأمم.. المبادرون هم الذين يرصعون صدر الحياة بقلائد الفرح، المبتكرون هم الذين، يعيدون صياغة الحياة، بمعطفها الجديد، وفكرها الجديد.
المبتكرون، هم الذين يقودون عصر التنوير في العالم العربي، منطلقين من واحة فكر الإمارات، المبتكرون، هم الذين يسيرون باتجاه روسو، وديكارت وغيرهما من الذين غيروا وجه أوروبا، الذين واجهوا الحياة بفكر من دون رواسب، وقلب من دون مثالب، هؤلاء هم تعاظم شأن أوروبا، وارتفعت سارياتها على أكتافهم لأنهم أحبوا الحياة، ومن يحب الحياة لا ييأس ولا يقنط ولا يحبط الذي يحب الحياة مثل الشمعة، قد يحترق، لكنه ينير دروب الآخرين، ويقول لهم ها هو الطريق.
في الإمارات اليوم، يبدأ عصر نهضة مثالية، ونموذجية في الإضاءة في الإمارات الأجنحة تحلق والعيون تحدق، والأعناق تطوي العراء باتجاه بساتين زاخرة مزهرة مزدهرة ثرية غنية بالمعنى طلية جلية بالعطاء. في الإمارات المسافة ما بين اليوم والغد كالمسافة ما بين الأصبعين، كالمساحة ما بين رمشين.. في الإمارات المستقبل، متشوق إلى اليوم، واليوم يحتضن الغد، بشوق وشغف.. في الإمارات، الأفكار فراشات ملونة بالتفاؤل، مزدانة بالإرادة، وفي كل صباح، تشرق الشمس على شجرة وفكرة وعلى احتفال بمنجز جديد، والمعجزات تتوالى كأنها الأمواج.