سواحلنا الجميلة تبتسم للشمس

سواحلنا الجميلة تبتسم للشمس

سواحلنا الجميلة تبتسم للشمس

 صوت الإمارات -

سواحلنا الجميلة تبتسم للشمس

بقلم : علي أبو الريش

تقف في شرفة بناية من تلك السامقة، أمام السواحل، وتنظر إلى البحر الأخضر، تنظر إلى الرمل الذهبي، تنظر إلى بياض الطبيعة، وهي تحضن أرواح الناس، تنظر وتشعر أن هذا الشاطئ، منذ متى لا تدري، وهو يلملم شتات مشاعر الناس، ويحتوي الأجساد بعفوية، وشفافية، وحيوية، وأريحية، وبنعومة الرمل، وخصوبة الماء، يحيي رميم الآتين من هنا وهناك، وكان البحر، طهور الناس، وبخورهم، وذخرهم، وفخرهم، كان النديم الحليم، كان السديم، يفتح مسامات الحلم ليرتفع النشيد، ويطلق الموال، أنغامه، وأنسامه، وأقلامه، ليكتب العشاق أحلى ما يجيش في الخواطر، وأجمل ما يسكن في المشاعر.

اليوم تنظر إلى الساحل، وتشعر بشيء ما يداهمك، تشعر بأنك ترتكب الخطيئة عندما تنظر، بإمعان، لأنك لا ترى شيئاً، إنك ترى الفراغ، لأن ثقافة ما حلت مكان ثقافة، واحتلت منطقة الوعي، صار الوعي مسكوناً بالغرف المغلقة، صار المواطن، يهوى العيش، في المنطقة المطوقة، بالجدران والساحل مفتوح، الساحل طريق إلى الاتساع، والعشق، والناس هنا لا يبالون، بأنفسهم بل منشغلون، بالخارج كثيراً، منهمكون في تلوين حياتهم بالمادة بينما الروح، غائصة في تراكمات القلق اليومي، الروح منغمسة في نفايات ماذا سيكون الغد؟ هذه معضلة العصر والكثيرون متورطون، بهذا الساحل النفسي المزدحم ببقع الزيت. بقع واسعة تغزو النفوس ولا مجال للانفكاك من لوثتها.

ثقافة الأماكن المغلقة، زجاج السيارات مغلق، نوافذ البيوت مغلقة، المولات، المتاجر، ساهمت في إغلاق الصدور، ولم يعد الإنسان قادراً على التخلص من الإغلاق، ويعجبني جداً مشهد هؤلاء الذين يقطعون الأميال، ليحطوا رحالهم هنا، في هذا المكان الجميل، مستمتعين، بالصفاء، والرحابة والنجابة وخصوبة مشاعر الرمل، ورضاب البحر المتدفق، شوقاً وتألقاً، وتأنقاً وتناسقاً، والأمان يكسو الأرواح ويطوقها بالحب ويحتويها بالبهجة.

المواطن يعيش النعمة، ولكنه لم يكتشفها بعد، وربما غداً، يتغير الحال وربما لا، ولكن كل ما أتمناه أن ننتبه إلى هذا الصباح الإماراتي، المبهر، وساعاته الأربع والعشرين، حيث لا ليل هنا، فالأرض تحتفي بالنور، والتنوير من كل جهاتها الأربع لأن الصحراء النبيلة، أعلنت السفر إلى الضوء، منذ زمن، ومنذ أن مد باني الآمال العريضة زايد الخير طيب الله ثراه، يداً بيضاء، ناصعة بنصوع العفوية، في الصحراء، ببياض السريرة، في الأرض الطيبة.

يجب أن ننغمس بهذا النعيم كما تنغمس البذرة في التربة وأن نتحد مع وجودنا، بحب وصفاء، ونقاء. الحب وحده يجلبنا، إلى مرابع المتعة الطبيعية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سواحلنا الجميلة تبتسم للشمس سواحلنا الجميلة تبتسم للشمس



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 21:45 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 20:00 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

مطعم "هاشيكيو" الياباني يغرم كل من لا يُنهي طعامه

GMT 13:11 2019 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

"جيلي الصينية" تكشف مواصفات سيارة كروس "جي إس"

GMT 05:09 2015 الخميس ,05 آذار/ مارس

انطلاق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب

GMT 05:58 2015 الثلاثاء ,10 شباط / فبراير

سلسلة "جو وجاك" الكارتونية تطل عبر شاشة "براعم"

GMT 22:28 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

جورجينا رزق تبهر الأنظار في أحدث إطلالاتها النادرة

GMT 21:17 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

حارس نادي الشعب السابق ينتظر عملية زراعة كُلى

GMT 22:33 2013 الأحد ,28 إبريل / نيسان

"إيوان" في ضيافة إذاعة "ستار إف إم"

GMT 13:10 2013 الجمعة ,08 شباط / فبراير

الحرمان يطال 2.3 مليون طفل في بريطانيا

GMT 07:27 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

"إم بي سي" تبدأ عرض"مأمون وشركاه" لعادل إمام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates