بقلم : علي أبو الريش
علي بن تميم، صوتك الرخيم مثل رنان المطر على أغصان الشجر في باريس، كنت سيدي الدفقة المتوجة بالفرح، كنت في الرفقة زهرة الياسمين في بستان الكلمة، كنت في المكان أنشودة المطر، ولحن نهر السين وهو ذاهب إلى الحقول، يمنحها الحياة، والخلود.
سلطان العميمي، في عينيك أزهر التاريخ بأثمار، وأسفار، وفي لغتك استيقظت فراشات الحياة، لتمنح الورود لون البياض، وتمنحنا قصيدة البقاء من دون شوائب أو خرائب، كنت سيدي في باريس منطقة شاسعة معشوشبة بالحب، وبالألم اللذيذ كنت الغصن الوارف بالكلام المفيد، وبوح الطيور المغادرة فينا دوماً.
حبيب غلوم، وجه الصباح المبهج، ولغة الثلج، ولحن المطر الباريسي النبيل، كنت سيدي بهيئة قوس النصر، تشرف على التاريخ، وتشير إلى النهر العظيم، أنه الدماء التي تمضي في عروق العشاق، كنت العاشق، المدنف حباً بالحياة والناس، كنت في الرفقة معطف الدفء في ربيع باريس.
سالم بوجمهور، الطفل الكبير، والعفوية المشاغبة، والفطرة المشاكسة، كنت سيدي مثل قصيدتك متوهجاً، متأججاً، متوجاً باللباقة، والأناقة واللياقة اللغوية، كنت راهباً يرفع الإنشاد وجوداً مشبعاً بالحياة، كنت ندفة الثلج على شفتي فراشة تبحث عن دفء بين أجنحة المكان، كنت قطرة المطر على وجنة وطرف، كنت رائحة البخور الناضح من مداخن نساء التاريخ الجميل، كنت حب الغصن للماء، وعشق الطير للفضاء.
حمد بن صراي، طفولة التاريخ، مسحت أناملها على شفتيك، فأشعلت لغتك بالبداهك وعفوية العطاء، كنت في باريس تفاحة الوجود لا يقطفها إلا عشاق الفرح، كنت القصيدة في ضمائر المحبين، كنت ابتسامة الغيمة، ورفرفة المطر على أجنحة الطير، وخفيف الشجر الطالع من وهج الربيع، كنت بمعطف الشتاء مثل نورس لم يزل يبحث عن ريشة التحليق.
سعيد حمدان، كاهن الصمت اللذيذ، في عينيك رفرفت بهجة الحلم، وفي البريق كنت سيدي مسهباً في جمال السجية، كنت مقالة جديدة لم يكتبها سارتر، ورواية لم يتطرق إليها البير كامو، كنت المعتصم ببوح الكلام المنمق، ولغة الشفافية، كنت الإنسان عندما يتحرر من خيوط الظلام، كنت مثل الأحلام زاهياً.
طلال سالم، في شعريتك رفرفات طائر لم يزل يحتفظ بالزغب، ولم يزل متعلقاً بأغصان الشجر، كنت في بلاغتك مثل موجة البحر، توشوش للسواحل، وكنا في الإنصات عصافير تستعيد صوت الريح، كنت سيدي، ابتسامة مستديمة على شفتي نهر السين، أو لنقل بحر الخليج العربي، كنت فرح الثلج، وعزف المطر، ولغة الريح القادمة من بين ثنايا الأجنحة وارفة الظلال، كنت في المشهد علامة حب بارزة.
صالح كرامة، بمعطف الشتاء، وكثافة البرد، جلست متأملاً مشهد الفرح الإنساني وكأنك تعد لعمل مسرحي استثنائي، أو ربما كنت تكتب على صفحات صمتك عن وجوه مرت من حولك، فأيقظت فيك روح الفنان النبيل، وأشعلت في داخلك شمعة الولوج عمق اللحظات المتوهجة في جناح الشارقة المزدهر، رونقاً وتألقاً. نقلا عن الاتحاد