بقلم : علي أبو الريش
من يشاهد فيصل القاسم، وهو يحدث ضيوفه يشعر وكأن جهنم تشعل أوارها من تحته. فهذا الرجل يتحدث بتلذذ وهو يوقد تنانير وصدق كذبته، حتى أصبح هو كذبة كبرى تساوي الأزمات التي رقص على طبولها، وغنى وأطلق أناشيد الوغى. وفي عالم الفوضى والغوغائية، تنتشر الحناجر الملوثة بفيروسات الكراهية، ويتوارى الصدق خجولاً، ولكن كما يقول المثل «قال من أمرك، قال من نهاك» وهذا الرجل وجد التربة الخصبة التي تروي غليله وتغذي أناه المتورمة والمتأزمة والمتفاقمة كراهية. لقد روج في السابق لابن لادن وأسماه «الشيخ» ثم روج، لفورات الخريف العربي، وناشد العالم بأن يتعاضد معها ويساندها، حتى بدت الفورات أفاعي وعقارب، تلسع وتلدغ وتحرق، وتسرق من الأبرياء حقوقهم الآدمية.
اليوم، يستقبل فيصل القاسم ويحرض ويستفز، ويحرق أعصاب ضيوفه، يريد أن يستخرج من أفواههم ما يسيء إلى دول الخليج، وهو يعلم والكل يعلم أن هذا الرجل جاء من أقاصي مجتمعات أحرقها الحقد والتزمت، وهو لا زال يرتزق وينافق ويمالق، ولم يشبع من الكذب والافتراء، لأن الأجندة التي جاء لكي ينفذها لم تكتمل بعد فصولها، هو يريد أن تصبح البلاد العربية أرضاً مشاعاً، لكل من يريد أن ينفذ سياساته العدوانية ضد كل ما هو عربي، فعندما يدافع عن الإخوان وإيران وتركيا، هو يعرف تماماً ماذا تعني أجندة هذه الأطراف، لكنه يستمرئ البوح والرقص على الجرح، ولن يكتفي لأن في جعبته الكثير من وسائل التخريب، والتسريب، وتهريب الحقائق إلى غير مكانها، هذا الرجل وريث سياسات الصراخ، لإشاعة الضجيج والعجيج، لأن الغوغائية تتطلب هكذا أبواق، ولأن الفلتان يحتاج إلى هكذا بقع زيت، ولأن الوضع العربي فتح مصاريع أبوابه، لأشخاص لا يعيشون إلا في المستنقعات والمياه الملوثة، ولكن إذا كان سيده بن لادن ذهب إلى غير رجعة، والإخوان تشرذموا في متاهات الطرق أو إيران التي يعتز بها ما هي إلا فقاعة، ومن يقرأ الوضع الإيراني الداخلي، يعرف أن هذه الدولة التي يتغنى بها القاسم، ما هي إلا بقعة زيت ستنتهي بسوادها إلى الأبد، ولن يصح إلا الصحيح