بقلم : علي أبو الريش
فريق العمل الجميل بقيادة المايسترو أحمد بن ركاض العامري، وسواه من المنشدين كثر، الذين نثروا عطر، أجنحتهم، في المكان، حتى صار معرض الكتاب في باريس يرفل بمخمل الحياة والحيوية، صرنا مثل فراشات تنعم بعبق الألوان من الجهود المثمرة والعمل الدؤوب، هؤلاء الرجال، كانوا الكوكبة التي أزهرت بسناء، وبهاء، وصفاء، ونقاء السريرة، وضوء الإيمان، بأهمية أن يكون الإنسان، شمساً، لا يخبئ ضوءه، ولو حتى طافت الغيمة من تحت خيوطه الذهبية.
شكراً أحبائي، لقد أضأتم المكان، كما أشعلتم الشموع في قلوبنا، ومحوتم الكثير من الغبار، حتى صار الوعي في عقولنا مثل غزلان ترتع عند ضفة النهر. كنتم رسل الوعي المتفجر في أتون الأرض، المنبعث من نواحي الشارقة، المبثوث من رمال صحراء الإمارات الحبيبة، المتسرب قلقاً، من ثنايا الوجود وجودنا نحن الذين وقفنا مأسورين بهذا التفاني، والتضحية، فلم تثن عزائمكم غيمة باريس، ولا بردها الصقيعي، لم تسترخ، أرادتكم، وأنتم تجوبون المكان بمحبة، ومشاعر العشاق، الذين كلما اشتد برد الحياة، كلما أشعلت قصائدهم فوانيس الدفء، لتضيء دروب الآخرين.
شكراً لكم أحبتي لأنكم جسدتم، في حياتنا معنى أن نكون أحياء، نتنفس من فيض العطاء، هواء الانتماء إلى الكلمة، ونتعاطى مع الأبداع، وكأننا نذهب إلى نهر السين، كي نفرغ العقل من نفايات التاريخ، ونمنح الروح، غصن الزيتون، لتنمو على ضفافها خضرة الألوان.
شكراً لكم لأنكم، كتبتم على قماشة القلب، كلمة الحب، وأنتم تحيطون إخوانكم من الكتاب بوشاح شفاف، منسوجاً من خيوط الألفة، والحميمية، ورهافة المشاعر، هذا ما جعل وجودهم في باريس يزدان بالفرح، والثقة، ويزخر بإرادة البقاء، على قيد الحياة من دون منغصات، ولا كدر.
شكراً لكم وأنتم ترسمون صورة الإنسان الإماراتي بكل تجلياته، وومضاته، وتاريخه في العطاء، والوفاء ، شكراً لكم فالحلم كبير، بحجم عزائمكم، ووسع وعيكم، وارتفاع هاماتكم، الحلم لا يبدو، بهياً إلا عندما تكون شموس الرجال ساطعة، وتتسع الوجود، وها أنتم، أشرقتم، واضأتم، وأفضتم، حتى صرنا أنهاراً تفيض بالحب لهكذا وعي، وهكذا جهد، وهكذا صدق، وهكذا إيمان، وهكذا دأب شكراً لكم، فقد كانت باريس بوجودكم، مثل قصيدة تجلت بالمعنى، والدلالة، ورهافة القيم.
شكراً للمايسترو، ولفريق العمل، الذي ألف، ولحن، وغنى، وأسمع باريس صوت الإمارات، وأبصر الطيور، التي حلقت في المكان، كيف يكون الحب ناصعاً عندما تشع فيه شمس الإخلاص، وعندما يغسله نهر الوفاء، وعندما تعبقه زهرات الانتماء. نقلا عن الاتحاد